تيلي سبورت : محمد بوحتة
كان في عونك الله يا رجاء! موسم كان يملؤه الأمل، والأماني تتراقص بين المدرجات، مع انتزاع نادي الرجاء الرياضي لقبي البطولة الاحترافية وكأس العرش، كان الجميع يترقب موسماً استثنائياً يعكس طموحات الفريق والجماهير، ولكن الواقع كان مفاجئاً وصادماً، حيث أصبحت الأزمات الداخلية تطفو على السطح، لتطغى على كل الإنجازات وتخطف الأضواء من الفريق الذي كان يعيش أيامه الذهبية، وتفاقم الوضع بعد خروجه المبكر من سباق المنافسة على دوري أبطال إفريقيا، اللقب الذي كان حلم ملايين الرجاويين، لينقض عليه الخلافات التي عصفت بالجميع.
إن التطاحنات بين المسؤولين الحاليين والسابقين على حد سواء لنادي الرجاء الرياضي أثرت بشكل كبير على استقرار الفريق، هذه النزاعات التسييرية التي يبدو أنها لا تنتهي، أثرت بشكل سلبي على اللاعبين والجهاز الفني الذين يعانون من قلة الدعم والاحترام الواجب لهم في مثل هذه الأوقات الصعبة، وإذا كانت الجماهير تمني النفس أن يسود التفاهم والعمل المشترك في سبيل الفريق، إلا أن النتيجة كانت عكس التوقعات، بل إن ما جرى كان عكس ما يتمناه كل محب للنادي.
ما يزيد الطين بلة هو أن الرئيس الحالي لم يقدم استقالته، ولم نشهد من المنخرطين أي مبادرات حقيقية لدعم الفريق في أزمته، فالتعامل مع الأزمات ليس مجرد كلام، بل أفعال تتطلب تضحية وتحمل المسؤولية، ومن ناحية أخرى، لم نجد لاعباً واحداً يضحي جزءاً من مستحقاته المالية لدعم النادي والتخفيف من أزماته المالية التي باتت تهدد مستقبل الفريق، وفي الوقت الذي تسعى فيه الأندية الأخرى لتوفير أجواء ملائمة للاعبين والإدارة، نجد أن الرجاء لا يزال يعاني من جمود وغياب المبادرات الفعالة.
ويبقى السؤال: من المستفيد من عرقلة الرجاء الرياضي بعد كل موسم يتوج فيه الفريق بلقب محلي أو قاري ؟ هل هي نفس الشخصيات التي تتشبث بالمناصب دون النظر إلى مصلحة الفريق؟ أم أن هناك قوى أخرى تحاول العبث بمستقبل هذا الفريق الكبير؟ إن الرجاء، بتاريخه الكبير وجماهيره العاشقة، لا يجب أن يصبح ضحية الصراعات الداخلية والمصالح الشخصية.
إلى متى ستظل هذه الأمور تؤثر على مسيرة الفريق؟ هل سيبقى الرجاء أسير الخلافات الداخلية في وقت يحتاج فيه إلى التركيز على مواصلة الانتصارات؟ متى سيجد النادي مخرجاً من أزماته؟ في النهاية، سيظل الرجاء فريقاً عالمياً، والتاريخ سيشهد على كل من تكالب عليه وأثر فيه سلبًا، ولكن الأهم هو أن يظل جمهور الفريق مخلصاً ومؤمناً في مستقبل النادي، الذي يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الوحدة والتكاتف.
لذلك، إن أمل كل محب للرجاء هو أن يتغلب الفريق على هذه الظروف الصعبة وأن ينجح في العودة إلى منصات التتويج، سواء على الصعيد المحلي أو القاري. فكل ما يريده الجمهور هو أن يضع الفريق نصب أعينه، وأن يتم العمل معاً من أجل تحقيق طموحاتهم وأهدافهم.