تعيش قناة الرياضية على وقع الانتقادات منذ أكثر من عقد، وتحديداً منذ سنة 2011، التي شهدت تعيين الصحفي الرياضي حسن بوطبسيل مديراً مسؤولاً على القناة، خلال ولايته، عرفت القناة تحولات جذرية في توجهها التحريري وبرمجتها، وهو ما أثار موجة من الانتقادات المتواصلة، هذه التحولات لم ترقَ لتطلعات الجمهور المغربي الذي اعتاد على برامج مميزة كانت تشكل العمود الفقري للقناة منذ انطلاقتها في 2006.
من منا لا يذكر برامج مثل “هواة” الذي كان يقدمه طارق الساقي، وبرنامج “ذاكرة” لصاحبه عبد المجيد بلكبوس، و”تيلي كلوب” الذي كان يقدمه عبد الإله حيضر، كانت هذه البرامج جزءاً لا يتجزأ من روتين المشاهد المغربي، تحمل قيمة إعلامية وترفيهية عالية، لكن مع مجيء بوطبسيل، تم إيقاف هذه البرامج وغيرها، وتم استبدالها بسياسة تعتمد بشكل كبير على البرامج المباشرة، وهو ما لم يلقَ استحساناً واسعاً.
السياسة التحريرية الجديدة للقناة ساهمت في تغيير هوية القناة بشكل كبير، حيث فقدت جزءاً مهماً من متابعيها الذين وجدوا أنفسهم أمام شاشة تفتقر إلى التنوع والإبداع، وإذا كانت رؤية بوطبسيل تهدف إلى تقديم المزيد من البث المباشر، فإنها أغفلت الجوانب الثقافية والتاريخية والرياضية التي كانت البرامج الملغاة تمثلها.
هذه التغييرات انعكست على المشاهد المغربي الذي بات يفتقد ذلك الشعور بالانتماء إلى القناة، وكأن اللقاط الهوائي، الذي نسميه بالدارجة “الطبسيل”، فقد هويته وأصبح مجرد أداة عادية بدل أن يكون نافذة تحمل ألوان الشغف الرياضي.
اليوم، بعد أكثر من 14 سنة من التراجع، يتساءل الجمهور المغربي: هل ستتمكن القناة من استعادة ألقها والعودة إلى جذورها التي بدأت بها سنة 2006؟ هل يمكن أن يستيقظ “الطبسيل” يوماً ويلتقط لنا تلك اللحظات التي افتقدناها بشدة؟.
في انتظار ذلك اليوم، يبقى الأمل قائماً في أن تعيد القناة النظر في استراتيجيتها وبرمجتها، وأن تصغي لنبض جمهورها الذي يتطلع لاسترجاع لحظات المتعة والإبداع التي عاشها سابقاً، المشاهد المغربي يستحق الأفضل، ومن واجب القناة أن تسعى لتقديم الأفضل.