محمد بوحوتة يكتب حديث اليوم.. إقصاء من العصبة، ابتعاد عن الدوري، ووعود كاذبة: إلى أين تأخذ الرجاء يا هالا ؟
يعيش نادي الرجاء الرياضي واحدة من أسوأ فتراته في تاريخه العريق، بعدما توالت عليه الضربات القاسية التي أرهقت مكوناته وجماهيره، الإقصاء المبكر من دوري أبطال إفريقيا، والابتعاد عن سباق لقب البطولة الاحترافية، والمستوى المتواضع الذي يقدمه الفريق هذا الموسم، كلها عوامل تلخص الحالة الكارثية التي آل إليها النادي.
هذه الوضعية ليست وليدة الصدفة، بل تعود أساساً إلى المشاكل التسييرية التي تفاقمت منذ رحيل الرئيس السابق محمد بودريقة، ليُستبدل بالرئيس الحالي عادل هالا، الذي يبدو أنه لم يستطع تحمل أعباء الإدارة وقيادة الفريق نحو بر الأمان.
منذ تسلمه زمام الأمور، أظهر عادل هالا فشلاً ذريعاً في تسيير النادي وإعادة بريقه، رغم الأصوات المطالبة باستقالته، أصر على البقاء، غير مبالٍ بمعاناة الجماهير وآمالهم، وبينما كان الجميع ينتظر قرارات جريئة لإنقاذ الفريق، استمر النادي في الانحدار، وسط غضب عارم من الجماهير التي طالما وقفت سنداً لفريقها في السراء والضراء.
لعل أكثر ما يثير الحزن هو مقارنة الرجاء الحالي بالرجاء العالمي الذي شرف كرة القدم المغربية في عام 2013، حين قهر أوكلاند سيتي، مونتيري، وأتليتيكو مينيرو، وواجه بشجاعة بايرن ميونخ في نهائي كأس العالم للأندية، أين ذلك الفريق الذي أذهل العالم بأدائه وروحه القتالية ؟ أين الرجاء الذي توج بالثنائية الموسم الماضي وأعاد الفخر لجماهيره ؟ ما نراه اليوم هو مجرد ظل لذلك الفريق الأسطوري.
عادل هالا، هل هذا هو الرجاء الذي وعدت به جماهير النادي ؟ أليس من الأفضل أن تتحلى بالشجاعة وتقدم استقالتك ؟ إن البقاء في منصبك وسط هذا السقوط المدوي لا يخدم النادي ولا تاريخه المجيد، ربما يكون الوقت قد حان لتترك الفرصة لقيادة جديدة تستطيع إعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية.
أبواب مركب الوازيس الثلاثة مفتوحة، فاختر أحدها وغادر في صمت يا عادل يا هالا، ولا تنسَ أن تترك خلفك بياناً تعلن فيه انسحابك، فذلك سيكون أهون على النادي والجماهير التي طالما حلمت برؤية الرجاء في أفضل حالاته.