شهدت كرة القدم النسوية في المغرب تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، ويرجع هذا الفضل بشكل كبير إلى الرؤية الاحترافية التي تبنتها خديجة إيلا، رئيسة العصبة الاحترافية لكرة القدم النسوية، فمنذ أن تولت هذه المسؤولية، عملت إيلا بشكل دؤوب على تعزيز مكانة كرة القدم النسوية سواء على الصعيد المحلي أو القاري، وهو ما جعلها تشكل حجر الزاوية في النهضة التي عرفتها هذه الرياضة في المملكة.
إن القيادة الحكيمة التي أظهرتها خديجة إيلا لم تقتصر على الجانب الإداري فحسب، بل شملت أيضًا تقديم دعم مستمر للأندية النسوية في المغرب، من خلال تحسين الظروف المعيشية والمهنية للاعبات، وتوفير الإمكانيات التي تعزز تطورهن، هذه الجهود جعلت فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يفتخر بها ويعتبرها مثالًا يحتذى به في المجال الرياضي، دعم لقجع المتواصل لإيلا يعكس إيمان الجامعة بدور المرأة في تطوير كرة القدم النسوية وأهمية استثمار هذه الطاقة لتطوير الرياضة بشكل عام.
خديجة إيلا تمثل نموذجًا للمرأة المناضلة والعاشقة لكرة القدم التي استطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة في مجال كان في وقت من الأوقات حكراً على الرجال، أصبحت إيلا مفخرة للمرأة المسيرة الناجحة، وهو ما جعلها محط إعجاب الكثيرين، لم تقتصر نجاحاتها على مستوى المسؤوليات الإدارية فقط، بل طالت أيضًا إشرافها على فريق بلدية العيون النسوي، الذي أصبح في فترة قصيرة من أبرز الأندية النسوية في المغرب، وهو إنجاز يحسب لها ويبرهن على قدرتها على تحقيق نتائج متميزة في جميع المجالات التي تطرقت إليها.
إن التطور الكبير الذي شهدته كرة القدم النسوية في المغرب لم يكن ليحدث لولا الثورة الكبيرة التي قامت بها خديجة إيلا، إذ امتدت بصماتها إلى أرجاء القارة الإفريقية، وقد تجلى ذلك في الإنجازات التي حققتها الأندية المغربية في المسابقات القارية، مثل الصعود المميز لفريق الجيش الملكي في مسابقة دوري الأندية البطلة، ونجاح سبورتينغ الدار البيضاء في التنافس على أعلى المستويات، هذه الإنجازات تبين أن المغرب أصبح رقماً صعباً في كرة القدم النسوية الإفريقية.
ومن أبرز إنجازات خديجة إيلا أيضًا هو دخولها التاريخ من خلال كونها أول امرأة تُنتخب عضوة في اللجنة المنظمة لكأس أمم إفريقيا، في سابقة هي الأولى من نوعها، هذا التعيين يعد إنجازًا شخصيًا لها، ويعكس حجم العمل الذي قامت به لتغيير المفاهيم حول دور المرأة في تنظيم وإدارة الفعاليات الرياضية الكبرى.
ونجد أن النموذج الذي تمثله خديجة إيلا يعد مرجعًا يجب أن يُحتذى به في جميع أندية كرة القدم الوطنية، إن نجاحاتها تفتح المجال أمام الأندية الأخرى لتبني أفكارًا مشابهة في تطوير كرة القدم النسوية، والسعي نحو بناء بيئة رياضية أكثر احترافية وتنافسية، إذا استمر العمل بهذا النسق، فإن المغرب قادر على منافسة كبار الأندية ليس فقط في القارة الإفريقية بل على الصعيد العالمي.