تيلي سبورت : محمد بوحتة
أثار طلب اللاعب المغربي أشرف بنشرقي إعفاءه من المشاركة في مباراة القمة بين الأهلي والزمالك جدلاً واسعاً بين الجماهير والمتابعين، خاصة أن هذه المواجهة تحظى بأهمية كبيرة وتُعد اختباراً حقيقياً لأي لاعب ينضم حديثاً إلى صفوف أحد الفريقين.
فرغم أن بنشرقي يتمتع بخبرة واسعة في الدوري المصري، حيث سبق له التألق مع الزمالك، إلا أن رغبته في تأجيل ظهوره الأول بقميص الأهلي فتحت باب التأويلات حول مدى جاهزيته النفسية والبدنية لهذه المحطة الجديدة في مسيرته.
طلب بنشرقي يبدو منطقياً من زاوية معينة، فالدخول مباشرة في مباراة قوية بحجم الكلاسيكو المصري قد يشكل ضغطاً كبيراً عليه، خاصة أن التوقعات ستكون عالية من جماهير الأهلي التي تنتظر منه إضافة حقيقية منذ اللحظة الأولى، كما أن مواجهة فريقه السابق في أول ظهور رسمي قد تضعه في موقف صعب على المستويين النفسي والعاطفي، وهو ما قد يؤثر على أدائه فوق أرضية الملعب.
ومن ناحية أخرى، هناك من يرى أن طلب الإعفاء قد يكون مؤشراً على افتقاد بنشرقي للثقة اللازمة، أو على الأقل على عدم جاهزيته البدنية والفنية بنسبة كاملة، فالأهلي تعاقد معه خلال فترة الانتقالات الشتوية لتعزيز خط الهجوم، ومن المفترض أن يكون مستعداً للمشاركة في أي لحظة، خصوصاً أن الفريق في حاجة إلى كل عناصره في مثل هذه المباريات المصيرية، وبالتالي فإن تفضيله الانتظار إلى المباراة المقبلة قد يُنظر إليه على أنه تهرب من الضغط وليس قراراً تكتيكياً حكيماً.
ويجد الجهاز الفني للأهلي بقيادة السويسري مارسيل كولر نفسه أمام معضلة حقيقية، فهو من جهة يحتاج إلى لاعب بمواصفات بنشرقي في مواجهة بحجم لقاء الزمالك، ومن جهة أخرى يجب أن يحترم رغبة اللاعب في التأقلم تدريجياً قبل خوض المباريات الكبرى، القرار النهائي بشأن مشاركته لن يكون سهلاً، وسيعتمد على مدى اقتناع كولر بجاهزيته البدنية والنفسية.
وأما على مستوى الجماهير، فهناك انقسام واضح بين من يطالب بإشراك بنشرقي منذ البداية، نظراً لما يمتلكه من خبرة وقدرة على صنع الفارق، وبين من يرى أن التأجيل قد يكون لصالحه حتى يدخل الأجواء بهدوء ودون ضغوط زائدة، وفي كلتا الحالتين، فإن التحدي الأكبر بالنسبة له لن يكون فقط في قرار المشاركة أمام الزمالك، بل في إثبات أنه صفقة ناجحة للأهلي وقادر على تقديم الإضافة المطلوبة.
وسواء شارك بنشرقي في لقاء القمة أم لا، فإن الحكم على تجربته مع الأهلي لا يجب أن يكون من خلال مباراة واحدة فقط، التحدي الحقيقي أمامه هو التأكيد على قيمته كلاعب مميز قادر على التألق في الدوري المصري مرة أخرى، لكن هذه المرة بقميص الفريق الأحمر.