تيلي سبورت : محمد بوحتة
في الوقت الذي كانت فيه المملكة المغربية تعيش على وقع الاحتفاء بإنجاز مهم، والمتمثل في الظهور المميز للمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بحلة جديدة تضاهي أرقى الملاعب العالمية بعد عملية إصلاح شاملة، طغى مشهد آخر على الساحة وأفسد فرحة الجماهير، فقد أثارت قناة “الرياضية” موجة من الغضب الواسع بعد أن خصصت استوديو تحليلي من قلب الملعب بديكور وُصف من طرف المتابعين بالضعيف والرديء، حيث اعتبر الكثيرون أنه لا يرقى لمستوى الحدث ولا لحجم التطور الكبير الذي شهده المركب الرياضي.
وحسب معطيات حصل عليها موقع “تيلي سبورت” من مصادر عليمة، فإن الاستوديو الذي أعدته القناة الرياضية لم ينل استحسان حتى بعض المسؤولين الكبار داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، الذين عبروا عن استيائهم من الشكل الذي ظهر به، الأمر ذاته تكرر مع مجموعة من الشخصيات الرياضية البارزة التي اعتبرت أن ما قدمته القناة يسيء إلى الصورة التي سعى المغرب إلى ترسيخها من خلال عملية الإصلاح الأخيرة للمركب.
الجماهير المغربية بدورها لم تُخفِ امتعاضها، إذ تداولت على منصات التواصل الاجتماعي العديد من التعليقات الساخرة والانتقادات اللاذعة، معتبرة أن الديكور المتواضع الذي اختارته “الرياضية” يُشكل تناقضاً صارخاً مع الجودة العالمية التي أصبح عليها المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله.
وتساءلت هذه الجماهير عن مدى استعداد القناة لتغطية أكبر تظاهرة قارية ستحتضنها المملكة، ويتعلق الأمر بكأس أمم إفريقيا المقبلة، خصوصاً أن المغرب يعوّل على هذا الحدث لإبراز قدراته التنظيمية والإعلامية.
هذا الوضع فتح نقاشاً واسعاً بين المتابعين حول ما إذا كان من الأنسب إعادة النظر في منح حقوق النقل التلفزيوني الحصري لقناة “الرياضية”، أم التفكير في إشراك شركات خاصة أو حتى قنوات أجنبية تتوفر على خبرة أكبر في مجال الإنتاج الرياضي، فالمغرب الذي راهن على تحديث بناياته الرياضية وجعلها في مصاف المنشآت العالمية، يحتاج إلى صورة إعلامية بنفس الجودة لتكتمل عناصر النجاح.
وبينما تتواصل ردود الأفعال المنتقدة، يبقى السؤال المطروح: هل ستتدارك القناة الرياضية الموقف وتعيد النظر في إمكانياتها وطرق اشتغالها قبل حلول كأس أمم إفريقيا، أم أن الوضع سيبقى على حاله، مما قد يضعف من القيمة المضافة التي تسعى المملكة لتسويقها من خلال مشاريعها الرياضية الطموحة ؟.