تيلي سبورت : محمد بوحتة
الأعذار التي قدمها عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم، في خرجته الإعلامية الأخيرة أثارت جدلاً واسعاً، إذ اعتبرها العديد من المتابعين أكبر من الزلة نفسها التي حاول الدفاع عنها.
الموضوع المطروح يتعلق بتكافؤ الفرص بين الأندية الوطنية، خصوصاً تلك التي تمثل الكرة المغربية في المحافل القارية، وقد أظهر بلقشور في مداخلته انحيازاً واضحاً في التعامل مع الأندية المختلفة، وهو ما يعيد طرح التساؤلات حول نزاهة وحياد العصبة الاحترافية.
خلال مشاركة الوداد الرياضي في دوري أبطال إفريقيا في المواسم الماضية، كانت العصبة أقل مرونة في برمجة المباريات المؤجلة للفريق. فقد اضطر النادي الأحمر لخوض مباريات محلية في فترات ضيقة، دون مراعاة جدوله المزدحم على المستوى القاري. ومع ذلك، لم يشفع للوداد كونه الممثل الوحيد لكرة القدم الوطنية في البطولة الأقوى إفريقياً، وظلت العصبة متمسكة بجداول زمنية قاسية، بدلاً من تقديم الدعم اللازم.
لكن “سبحان مبدل الأحوال”، كما يُقال، فقد شهد هذا الموسم تحولاً جذرياً في نهج العصبة الاحترافية. بغياب الوداد الرياضي عن دوري أبطال إفريقيا، وتواجد الجيش الملكي والرجاء الرياضي ونهضة بركان، قررت العصبة تأجيل أكثر من ثلاث مباريات لكل فريق مشارك في المنافسات القارية، هذه المرونة غير المسبوقة تُثير تساؤلات حول المعايير التي يتم بها اتخاذ القرارات، وما إذا كانت هناك نوايا غير معلنة تجاه أندية بعينها.
المثير للجدل أكثر هو التصريح غير الموفق لرئيس العصبة، الذي برر تأجيل مباريات الجيش والرجاء وبركان بأنه “خدمة للوداد الرياضي” لإنهاء البطولة في وقت مبكر يسمح للفريق الأحمر بالاستعداد لكأس العالم للأندية، هذا التبرير الغريب يدفعنا للتساؤل: كيف يمكن لتأجيل عدد كبير من المباريات أن يسرّع إنهاء البطولة؟ ألا يؤدي ذلك عملياً إلى العكس تماماً، وهو تمديد الجدول الزمني للمنافسات؟
الازدواجية الواضحة في تصريحات بلقشور وتصرفات العصبة تعكس خللاً في تدبير الشأن الكروي المحلي، إذا كان تأجيل المباريات يتم وفق اعتبارات تقنية ومنطقية، فلماذا لم يحظَ الوداد الرياضي بنفس المعاملة في المواسم الماضية ؟ وهل العصبة فعلاً تسعى لإنصاف جميع الأندية، أم أن هناك حسابات خفية تُدار خلف الكواليس ؟.
في النهاية، نتمنى أن يقدم بلقشور أجوبة مقنعة لهذه التساؤلات في المرات القادمة، بعيداً عن التبريرات الملتوية التي تشبه مراوغات ميسي أمام خصومه الضعفاء، الكرة المغربية تستحق قيادة احترافية نزيهة تُعلي من شأن تكافؤ الفرص وتعكس الوجه المشرق لكرة القدم الوطنية.