تيلي سبورت : محمد بوحتة
كشف برنامج “البطولة” على قناة الرياضية الذي يقدمه الصحافي جمال اسطيفي عن معطيات مهمة بخصوص ملف النزاعات المالية التي كانت تؤرق الأندية الوطنية لسنوات طويلة، مؤكدا حدوث تراجع ملحوظ في حجم هذه النزاعات، حيث انتقلت من حوالي 60 مليار سنتيم إلى ما يقارب 8 مليارات سنتيم فقط.
وحسب الأرقام التي تم عرضها، فإن هذا التراجع يعكس الجهود الكبيرة المبذولة من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والأندية المعنية من أجل تسوية الملفات العالقة، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. فقد كانت النزاعات المحلية تشكل الجزء الأكبر بما قيمته 45 مليار سنتيم، بينما بلغت النزاعات الدولية حوالي 15 مليار سنتيم.
وبالنسبة للتوزيع الحالي، فقد أكد المصدر ذاته أن الوداد الرياضي مازال يتصدر لائحة الأندية الأكثر ارتباطا بالنزاعات بمبلغ يناهز 2.5 مليار سنتيم، يليه اتحاد طنجة بمبلغ يقدر بحوالي ملياري سنتيم، ثم الدفاع الحسني الجديدي الذي تصل نزاعاته إلى مليار ونصف سنتيم، في حين لا تتجاوز النزاعات الخاصة بـالرجاء الرياضي سقف مليار سنتيم. أما المليار المتبقي فهو موزع على بعض الأندية الأخرى في شكل ملفات صغيرة أقل تأثيرا.
هذا التراجع الكبير في حجم النزاعات يعكس مسارا إيجابيا في طريقة تدبير الفرق المغربية لالتزاماتها المالية والقانونية، ويؤكد أن الأندية بدأت تضع استراتيجية واضحة لتفادي تراكم الديون والنزاعات، التي لطالما حرمت بعضها من تعزيز صفوفها بلاعبين جدد بسبب قرارات المنع من التعاقدات الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
كما أن تقليص حجم النزاعات من 60 مليار إلى 8 مليارات فقط، يمثل خطوة نوعية نحو إصلاح المنظومة الكروية المغربية، ويعطي صورة إيجابية عن التسيير الإداري والمالي للأندية، وهو ما سيساعد على خلق بيئة أكثر استقرارا، قادرة على جذب الاستثمارات والشركاء والرعاة.
وبهذا التطور، تترقب الجماهير الرياضية أن تتمكن الأندية من طي صفحة النزاعات بشكل نهائي، حتى تتفرغ لترسيخ مكانتها على المستوى القاري والدولي، بما يتماشى مع الطموحات الكبيرة لكرة القدم المغربية في السنوات المقبلة.