تيلي سبورت : إيمان شاهين
لم يعد الحديث عن مستقبل زين الدين زيدان يختفي من صفحات الصحف وحوارات الاستوديوهات، فتصريحاته الأخيرة أعادت إشعال نقاش واسع حول إمكانية عودته إلى مقاعد التدريب، وهذه المرّة برؤية واضحة استهدفت منتخب بلاده.
وأكد المدرب الفرنسي في مداخلته الإعلامية أنه ينوي العودة إلى العمل الفني، مشيراً صراحة إلى أن طموحه يمتد لتولي مهمة تدريب المنتخب الفرنسي، ما وضع المشهد الكروي الأوروبي تحت مجهر التكهنات والتحليلات.
تجربة زيدان مع الأندية الكبرى جعلته اسماً ثقيلاً في عالم التدريب، فقد سجّل معه تاريخاً لا يُنسى في ريال مدريد، حيث أسهم في إحراز ألقاب محلية وقارية، كان أبرزها ثلاثية دوري أبطال أوروبا المتتالية، إنجاز قلّ نظيره في العصر الحديث، هذه السيرة المهنية تمنح تصريحاته وزناً خاصاً لدى الجماهير والمسؤولين على حد سواء.
من زاوية أخرى، تثير كلمات زيدان سؤالًا عملياً عن توقيت هذه العودة: هل سيتجه فوراً نحو قيادة منتخب فرنسا أم أنه سيمنح نفسه فسحة من الوقت لعودة تدريجية عبر نادٍ كبير ؟، البعض يربط حديثه بمتغيرات على مستوى قيادة منتخب “الديكة”، خاصة بوجود إسم ديدييه ديشامب الذي يواجه نهاية ممكنة لعهد طويل، بينما آخرون يرون أن زيدان يسعى لتحدّ جديد على مستوى المنتخبات بعد سنوات حافلة في الأندية.
الخلفية التكتيكية لزيدان تشير إلى مدرب يفضل الانضباط النفسي والانتظام التكتيكي، مع قدرة على إدارة غرف الملابس المليئة بالنجوم، عنصر لا ينتبه إليه كثيرون لكنّه حاسم على مستوى المنتخبات الكبرى، لذلك تبدو فكرة إشرافه على المنتخب الفرنسي منطقية لدى شريحة واسعة من المحللين الذين يؤكدون أن زيدان يمتلك المزج المناسب بين الكاريزما والرؤية الفنية.
وعلى مستوى التأثير الإعلامي، أعاد تصريح زيدان دينامية نقاشية بين الاتحادات الأوروبية ومديري الأندية التي تبحث عن حلول فنية، أما الجماهير، فقد رحبت بعودة محتملة لاسم قادر على رفع سقف التوقعات، لكنّها في الوقت ذاته تطرح أسئلة حول التوقيت والظروف التي ستجعل من عودته ناجحة هذه المرّة.
ويظل زين الدين زيدان شخصية مركزية في المشهد الكروي، فتطلعه لتدريب منتخب فرنسا ليس مجرد إعلان طموح، بل مرة أخرى دعوة إلى إعادة قراءة مسار أحد أعظم نجوم اللعبة هذه المرة من موقع المدرب الذي قد يكتب فصولاً جديدة من النجاح على الصعيد الدولي.