تيلي سبورت : محمد بوحتة
وجد محمد بنشريفة، الإطار الوطني المعروف بصرامته واحترافيته، نفسه ضحية وعود زائفة قدمها له مسؤولو نادي المغرب التطواني، فقبل توقيعه لعقد قيادة الفريق الأول، أُبلغ بنشريفة بأن الإدارة ستعمل على رفع عقوبة المنع من التعاقدات التي يعاني منها الفريق، وستدعم الصفوف بلاعبين جدد خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، لكن، ما أن بدأ العمل حتى انكشفت حقيقة الوضع، لتتحطم هذه الوعود على صخرة الواقع.
في اجتماع أخير جمع المدرب محمد بنشريفة بمسؤولي النادي، تم إخباره بأن العقوبة لن تُرفع، وأنه سيتعين عليه العمل بالمجموعة الحالية، مع الاعتماد على لاعبي فريق الأمل الذين يفتقرون إلى الخبرة اللازمة لخوض غمار المنافسات الصعبة، هذا الوضع يضع بنشريفة أمام تحدٍ كبير ويثير العديد من التساؤلات حول مصداقية إدارة النادي وطريقة تعاملها مع الأطر التقنية.
إن ما حدث مع بنشريفة يعكس أزمة الثقة التي تعاني منها كرة القدم الوطنية على مستوى التسيير، فإطلاق وعود دون القدرة على تنفيذها ليس مجرد إخلال بالتزام، بل هو استهتار بمستقبل النادي والمدرب على حد سواء، المسؤول الذي يُفترض أن يكون نموذجًا في القيادة والالتزام، أصبح اليوم مجرد صانع وعود تتلاشى مع أول اختبار حقيقي.
الجماهير “التطوانية”، التي لطالما كانت داعمًا كبيرًا لفريقها، تجد نفسها اليوم في موقف صعب، وهي ترى ناديها يعاني من أزمات متتالية بسبب سوء التسيير وغياب الرؤية الواضحة، مستقبل المغرب التطواني أصبح على المحك، ومعه سمعة المدرب الذي قبل التحدي في ظروف صعبة.
وفي النهاية، يبقى الأمل في أن يتمكن بنشريفة من تجاوز هذه العقبات، وأن يعود الفريق إلى مكانته الطبيعية، لكن، إلى متى ستظل كرة القدم الوطنية تعاني من مثل هذه الممارسات؟ وهل سيأتي يوم يُصبح فيه الالتزام والشفافية قاعدة وليس استثناء؟.