تيلي سبورت : محمد بوحتة
على بعد أيام قليلة من إغلاق سوق الانتقالات الصيفية، لا يزال الدولي المغربي حكيم زياش بلا فريق رسمي، ما جعل وضعه الحالي واحداً من أكثر الملفات إثارة للقلق في مرحلة الميركاتو، إذ لم تبرز أي عروض مؤكدة أو تسريبات رسمية تُشير إلى نادٍ ينوي ضمه، وهو ما يضع اللاعب في موقف حرج ويطرح علامات استفهام حول خياراته المقبلة.
وحتى بعد انتهاء عقده مع الدحيل القطري، بدا خيار البقاء في الخليج غير مطروح بالنسبة لزياش، الذي أصر على مواصلة مسيرته داخل القارة الأوروبية، هذه الرغبة لا تقتصر على المستوى الاحترافي فقط، بل ترتبط أيضاً بهدف شخصي يتمثل في استعادة ثقة الناخب الوطني وليد الركراكي، والعودة إلى تشكيلة أسود الأطلس استعداداً لكأس أمم إفريقيا المغرب 2025.
مصادر إعلامية مقربة من الملف أكّدت أن الأخبار التي ربطت إسم زياش بأندية مثل طرابزون سبور التركي أو هيرنفين الهولندي لم تتحول إلى تفاوضات رسمية على أرض الواقع، وبالتالي، تبقى تلك التكهنات مجرد سيناريوهات إعلامية لم تُترجم إلى عروض ملموسة، مما يزيد من غموض مصيره الكروي قبل نهاية نافذة الانتقالات.
المراقبون الفنيون يرون أن تراجع الإشاعات إلى عدم وجود عروض قد يعكس معطيات فنية ومالية، الأندية تقيم حالياً عناصر عدة قبل إتمام التعاقد، من بينها الجاهزية البدنية، الملاءمة التكتيكية، وطريقة الاستفادة من خبرة لاعب بمستوى زياش داخل تشكيلة الفريق، أي قرار متسرع قد يؤثر على فرصه في الحصول على دقائق لعب كافية، وهو ما يمثل معياراً أساسياً بالنسبة له قبل قرار العودة إلى المنتخب.
الجوانب التكتيكية أيضاً تحظى بأهمية خاصة، فزياش لاعب يمتلك رؤية هجومية وقدرة على صناعة الأهداف من المراكز المتقدمة والتمركز الفضائي، لكن الأندية قد تتريث بشأن شروط العقد ومدته لضمان أفضل استثمار، هذا التوازن بين الطموح الشخصي ومتطلبات الأندية هو ما يفسر بطء حسم الملف حتى الآن.
وتتابع الجماهير المغربية بقلق تطورات هذا الملف، إذ تعتبر عودته إلى المسابقات الأوروبية مهمة ليس فقط لمستواه الفردي وإنما أيضاً لمصلحة المنتخب الوطني قبيل استضافة كأس أمم إفريقيا 2025، ولا يزال التفاؤل حاضراً لدى البعض، بينما يتخوّف آخرون من أن تؤدي هذه الفترة بلا فريق إلى فقدان رتم المنافسة.
ويظل مصير حكيم زياش معلقاً على قرارين متوازيين، خيار اللاعب في قبول عرض يضمن له لعباً منتظماً، ورغبة الأندية في التعاقد معه بشروط تلامس طموحاتها.