تيلي سبورت : محمد بوحتة
في سابقة لافتة داخل الساحة الكروية الوطنية، قام عبد النبي الحلماوي، رئيس نادي رجاء بني ملال لكرة القدم، بمبادرة إنسانية نبيلة تجاه لاعب برازيلي كان قد حل بمدينة بني ملال خلال شهر غشت المنصرم، من أجل خوض فترة تجريبية مع الفريق الملالي، غير أن اللاعب تفاجأ لاحقًا باضطراره لتحمل مصاريف إقامته بالفندق منذ قدومه، بعدما أغلق بعض المسؤولين السابقين في النادي هواتفهم ورفضوا أداء الفاتورة، خلافًا لما هو معمول به عادة من طرف أي نادٍ يستدعي لاعبًا مغربيًا أو أجنبيًا للاختبار.
وحسب معطيات حصرية حصل عليها موقع “تيلي سبورت” من مصادر مطلعة، فإن الحلماوي، ورغم أن الملف لا يدخل ضمن مسؤوليته المباشرة، اختار التدخل شخصيًا لإنهاء معاناة اللاعب، حيث تكفّل بأداء ما يفوق مليونين ونصف سنتيم من ماله الخاص لتسوية مستحقات الفندق، هذا التصرف جاء لسببين رئيسيين، أولهما حرصه على مساعدة اللاعب البرازيلي الذي وجد نفسه في وضعية صعبة، وثانيهما غيرته على سمعة نادي رجاء بني ملال وصورة مدينة بني ملال كوجهة كروية محترفة.
هذه الواقعة تطرح تساؤلات جوهرية حول طريقة تدبير بعض الملفات داخل الأندية الوطنية، وغياب المساءلة في ممارسات قد تسيء لسمعة الفرق المغربية، فما الغاية من استدعاء لاعب أجنبي بغرض الاختبار ثم تركه يواجه مصاريف الإقامة والسفر من ماله الخاص؟ ومن المسؤول عن هذا الإخلال بالتزامات النادي تجاه ضيوفه ؟.
الأمر لا يبدو معزولًا، إذ تشير مصادر أخرى إلى أن مثل هذه السلوكيات سبق أن تكررت في أكثر من مناسبة بنادي رجاء بني ملال خلال فترة المكاتب السابقة، ما يستدعي تدخل الجهات المسؤولة لضبط آليات استقدام اللاعبين وتوفير الضمانات اللازمة لحمايتهم من مثل هذه الممارسات، خطوة الحلماوي أعادت الأمل في وجود مسؤولين يضعون القيم الإنسانية وصورة فرقهم فوق كل اعتبار، لكنها في الآن ذاته دقت ناقوس الخطر بضرورة إصلاح جوانب التسيير الإداري داخل الأندية حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث مستقبلاً.