تيلي سبورت :
وصفت قناة الأخبار الفرنسية «فرانس 24» المغرب بـ«قاطرة» كرة القدم الإفريقية، معتبرة أن صعود المملكة على مستوى القارة جاء نتيجة تراكمية لبناء مدروس لمختلف عناصر المنظومة الرياضية، التقرير المنشور على موقع القناة أمس الاثنين سلط الضوء على مجموعة عوامل «جعلت من المغرب لاعبًا محوريًا» في الساحة الكروية الإفريقية والعالمية.
وفي المقارنة التي اعتمدتها القناة، برزت البُنى التحتية الحديثة كمحرك أساسي لهذا الصعود، ملاعب متطورة، مراكز تكوين متخصصة، وتجهيزات لوجيستيكية تؤمن احتضان منافسات كبرى على مستوى القارة، هذه المقومات، تضيف “فرانس 24″، منحت الأندية الوطنية وفضاءات التدريب مجالًا ملائمًا لرفع مستوى الأداء والتحضير للمنافسات الدولية.
وأما على مستوى التكوين، فأشارت القناة إلى أن منظومة إعداد اللاعبين والمدربين تتطور بوتيرة محسوسة، ما أسهم في خروج جيل من الممارسين القادرين على المنافسة في المسابقات الإفريقية والدولية، مدارس تكوين وطنية وبرامج تعاون مع أندية وقيادات فنية، كلها ركائز عززت مخزون الكفاءة المحلي، بحسب فرانس 24.
وليس فقط البنية والتكوين، فالأندية المغربية نفسها لعبت دورًا بارزًا في ترسيخ هذه المكانة، الأداء المتواصل في المسابقات القارية، ونتائج الأندية أمام فرق من القارة، عززت سمعة كرة القدم المغربية كقوة لا يستهان بها، القناة ربطت هذه الدينامية أيضًا بقدرة الأندية على الاحتراف الإداري والتسويقي، ما جعل المسيرة الاحترافية أكثر استدامة.
ومن زاوية أخرى، سلط التقرير الضوء على البصمة التاريخية للمنتخب الوطني في كأس العالم قطر 2022، إذ ذكر أن المغرب أصبح، في 14 دجنبر 2022، أول بلد إفريقي يبلغ نصف نهائي المونديال — إنجاز شكل تحولًا رمزيًا وعملانيًا في كيفية رؤية المنتخبات الإفريقية على الساحة العالمية، وأشار التقرير كذلك إلى أن تصنيف المنتخب العالمي (المذكور آنذاك في المركز 11 بحسب فيفا) يعكس تقدمًا ملموسًا على مستوى النتائج والإمكانات.
وبالإضافة إلى الإنجازات الميدانية، اعتبرت فرانس 24 أن ملف التنظيم والاستضافة جزء من مشروع أكبر، فاستضافة كأس إفريقيا للأمم 2025 والورشات المرافقة لها تمثل محطة مهمة، بينما يظل الطموح في تنظيم مونديال 2030 مؤشرًا على امتداد النظرة الاستراتيجية للمملكة في المجال الرياضي.
وفي خاتمة تقريرها، رأت القناة أن المشهد المغربي اليوم هو مزيج بين موارد مادية وبشرية وسياسة رياضية واضحة، تجعل المملكة اليوم مرجعًا قارياً ومثالًا لبلدان تسعى لتكوين منظومات رياضية مستدامة، وبالنظر إلى هذه المقومات، يبدو أن المغرب لا يطمح إلى المشاركة فحسب، بل إلى قيادة دفّة كرة القدم الإفريقية في السنوات المقبلة.