تيلي سبورت : محمد رضى بوحوتة
رغم النتائج المخيبة للآمال في أولمبياد باريس التي لم تكن بمستوى تطلعات المغاربة إلا أن الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى أنقذت حضور المغرب في سلم الترتيب بذهبية ثمينة رفعتنا من أسفل الترتيب في الأيام الأولى التظاهرة العالمية إلى رتبة مشرفة زادتها نحاسية المنتخب الوطني المغربي الأولمبي التاريخية شرفا حيث كانت المشاركة المغربية على شفى حفرة من فضيحة عربية و إفريقية مدوية في حال خرج المغرب بلا تتويج من باريس.
مجهودات الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى تحت إشراف رئيسها المجرب عبد السلام أحيزون، كان لها آثر بليغ في مشاركة الرياضيين المغاربة حيث أهلت جامعة أحيزون 13 عداء وعداءة (8 ذكورا و 5 إناثا) يتقدمهم البطل الأولمبي والعالمي سفيان البقالي الذي لولا الإهتمام والتقدير الذي واكبته به الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى لما أحرز المعدن النفيس ليصبح ثاني عداء مغربي يتوج مرتين في الألعاب الأولمبية بعد البطل العالمي هشام الكروج صاحب ذهبيتي سباقي 1500م و5000م في أولمبياد أثينا 2004.
لقد قاد عبد السلام أحيزون ثورة كبيرة في ألعاب القوى المغربية من خلال وضع أسس التكوين و المتابعة من خلال مركز محمد السادس لألعاب القوى في إفران و مركز بن سليمان لألعاب القوى و المركزين معا يحتضنان جميع الفئات التي تألقت في السباقات الوطنية و تضمن لها الإقامة و برنامج تداريب و متابعة خاصة من لدن أطر الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى وهي التي كانت مشتلا لتألق وظهور العديد من الأسماء الوطنية التي حققت التميز العربي و الإفريقي والأوروبي ونالت درجة استحقاق المشاركة في الألعاب الأولمبية.
إن جامعة أحيزون التي تشتغل في صمت أهلت إلى أولمبياد باريس أكبر وفد مشارك في تاريخ التظاهرة الأولمبية على الإطلاق وقد أوفدت كلا محمد تيندوفت العداء العالمي الهادئ والذي لعب دورا تكتيكيا مهما في سباق البقالي وعداء الماراطون محسن أوطلحة ابن مدينة والماس وعثمان الكومري صاحب الرتبة الأولى في ماراطون سيدني 2023 وزهير الطالبي الفائز بماراطون هيوستن في يناير الماضي بالإضافة إلى ابن مدينة مراكش عبد العاطي الكص المتخصص في مسافة 800 م الذي سجل أفضل توقيت في ملتقى إيرينا سزيفينسكا ببولونيا، ومصطفى فايد المتخصص في مسافة 3000م موانع ثم أنس الساعي المتخصص في سباق 1500م.
وبالنظر للحضور العربي والإفريقي كان حضور المنتخب النسوي لافتا بمشاركة فاطمة الزهراء كردادي، صاحبة الميدالية البرونزية لسباق الماراطون في بطولة العالم لألعاب القوى ببودابست سنة 2023 و التي حققت رتبة مشرفة جدا ضمن العداءات الإحدى عشر في سلم الترتيب و بالنظر لتجربة الكردادي و صغر سنها تمكنت من الدخول الى جانب بطلات عالميات، كما أهلت جامعة أحيزون كلا من رحمة الطاهري وكوثر فركوسيفي في نفس التخصص ثم كان الحضور المغربي موجودا في سباق 400 م حواجز من خلال العداءة المغربية نورة النادي صاحبة فضية سباق مارسيليا و فضية الألعاب الإفريقية بغانا و هي التي وقعت على رتبة مشرفة رغم صغر سنها بالاضافة الى تأهل البطلة المغربية آسية رزيقي في سباق مسافة 800 م.
إن أداء ومجهود وحضور الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى برؤية إعلامية محايدة و عميقة في بعدها الوطني قدمت للوطن مشاركة مشرفة قوية عجزت عنها كل الجامعات العربية والإفريقية المتخصصة، و هو طبعا ما لم تحققه اسفا جامعات مغربية في رياضات فردية عديدة تطرح أكثر من علامة استفهام حول برامجها التأهيلية للمسابقات العالمية.