تيلي سبورت : إيمان الزيات
جمال السلامي، المدرب المغربي الذي يحمل بين طيات مسيرته تجربة كروية ثرية، تجمع بين للرؤية التكتيكية المتبصرة والحسّ القيادي القوي.
بدأ حياته كلاعب محترف في المغرب، حيث تميز بخبرته وذكائه داخل الميدان. لكن مسيرته التدريبية هي التي سلطت عليه الأضواء، عندما اتخذ السلامي القرار بالانتقال إلى مجال التدريب، لم يكن مجرد مدرب يبحث عن الفرص، بل كان مشروع مدرب كبير، يطمح دائمًا لتحقيق ما لم يحققه غيره.
الرجاء البيضاوي، أحد أكبر أندية المغرب، كان المحطة التي عرف فيها السلامي كيف يترك بصمته. قاد الفريق إلى تحقيق ألقاب محلية وقارية، وبنى فريقًا قويًا متماسكًا، يمزج بين الخبرة والشباب، مما جعله من أبرز الأسماء في عالم التدريب المغربي.
يعتمد أسلوبه على اللعب الجماعي والانضباط التكتيكي، مع مرونة تكتيكية تتيح له التكيف مع مختلف الظروف، سواء في المباريات المحلية أو البطولات القارية.
بعد مسيرة ناجحة في المغرب، بدأ السلامي يطمح لتحقيق إنجازات جديدة على الساحة الدولية، الآن، وبتوليه مسؤولية قيادة المنتخب الأردني، يقف أمام تحدٍ جديد، يتمثل في محاولة التأهل بكتيبة “النشامى” إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخهم.
هذا الطموح، الذي يراه البعض صعبًا، لا يخيف السلامي، بل يزيده إصرارًا. فهو مدرك تمامًا لحجم التحديات، لكنه يؤمن بإمكانياته كمدرب وبقدرة المنتخب الأردني على تجاوز الصعاب.
المنتخب الأردني، الذي يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة وطموحات كبيرة، كان بحاجة إلى مدرب مثل السلامي ليعيد لهم الثقة بقدرتهم على المنافسة على الساحة العالمية.
السلامي يرى في اللاعبين الأردنيين خامة كروية واعدة، قادرة على تقديم مستويات عالية إذا ما تم توجيهها بالشكل الصحيح. يمتلك رؤية واضحة تتجاوز التركيز على المباريات فقط، فهو يسعى إلى بناء منتخب قوي على أسس متينة، يجمع بين الانضباط التكتيكي والقوة البدنية.
من الناحية التكتيكية، السلامي مدرب يتميز بمرونة كبيرة. يعتمد على دراسة خصومه بعناية فائقة، ويعدل خططه بناءً على نقاط قوة وضعف الفريق المنافس. كما أنه معروف بحرصه على بناء علاقة وثيقة مع لاعبيه، يقوم بدور المدرب والموجه النفسي في آن واحد. يعرف كيف يشحنهم بالطاقة الإيجابية ويحفزهم لتقديم أفضل ما لديهم في الميدان.
السلامي يؤمن أن الطريق إلى كأس العالم يبدأ من بناء فريق متماسك، ليس فقط على مستوى اللاعبين، بل أيضًا من خلال تنظيم الجهاز الفني والإداري بشكل متكامل.
يركز السلامي على التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق، ويؤمن أن أي إنجاز كبير يتطلب عملاً دؤوبًا وتحضيرًا جيدًا على جميع المستويات. بالنسبة له، التأهل إلى كأس العالم ليس حلمًا مستحيلًا، بل هو نتيجة منطقية للعمل الجاد والتحضير السليم.
إذا نجح السلامي في تحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق، فسيكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم الأردنية، وسيصبح رمزًا للتفاني والإصرار على تحقيق المستحيل، فهل سيبتصم الحض للمدرب المغربي في رحلته نحو العالمية ؟