تيلي سبورت :
عرفت مباراة وداد تمارة والاتفاق المراكشي، التي جرت يوم الأحد لحساب الجولة الـ16 من بطولة القسم الوطني هواة، فضيحة كروية جديدة، أثارت موجة من الغضب والاستياء في الأوساط الرياضية المغربية.
فقد دخل فريق الاتفاق المراكشي هذه المواجهة بثمانية لاعبين فقط، من بينهم حارسان، في غياب المدرب والمساعد، حيث أشرف على الفريق المعد البدني فقط، وهو مشهد غريب لا يمت بصلة لكرة القدم الاحترافية التي تطمح إليها بلادنا.
ومع انطلاق المباراة، حاول لاعبو الاتفاق المراكشي مجاراة خصمهم رغم النقص العددي الكبير، إلا أن الأمور ازدادت تعقيدًا عندما تعرض أحد اللاعبين للإصابة في الدقيقة 16، ما دفع الحكم إلى إنهاء المواجهة قبل إتمام شوطها الأول، ليُحتسب بذلك اللقاء لصالح وداد تمارة، بينما يتكبد الاتفاق المراكشي هزيمة تاريخية ستظل وصمة عار في سجلات الكرة الوطنية.
هذا المشهد الكارثي يعكس حجم المشاكل التي يعاني منها عدد من الفرق في القسم الوطني هواة، حيث تعاني بعض الأندية من أزمات مالية وإدارية خانقة تؤثر بشكل مباشر على أدائها داخل المستطيل الأخضر، فغياب المدرب والمساعد، إضافة إلى عدم اكتمال التشكيلة، يطرح علامات استفهام حول التدبير الإداري للفرق التي تشارك في منافسات رسمية تحت لواء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
وسرعان ما انتشرت صور وأخبار هذه الواقعة على نطاق واسع، حيث عبرت الجماهير المغربية عن استنكارها لهذا الوضع الذي يسيء إلى صورة الكرة الوطنية، في وقت تشهد فيه تطورًا ملحوظًا على المستوى القاري والدولي، إذ اعتبر الكثيرون أن هذه الحادثة تعكس ضرورة تدخل الجهات المسؤولة لإصلاح الأوضاع داخل الفرق المتعثرة، ومنع تكرار مثل هذه المهازل التي تضعف مصداقية المنافسات المحلية.
وفي المقابل، دعت بعض الأصوات إلى ضرورة فتح تحقيق للكشف عن الأسباب الحقيقية التي دفعت الاتفاق المراكشي إلى خوض اللقاء بهذا الشكل، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأزمة، فمثل هذه الحوادث لا يمكن أن تمر مرور الكرام، خاصة وأنها تضر بسمعة البطولة الوطنية وتثير الشكوك حول مدى إلتزام بعض الفرق بالمعايير الاحترافية المطلوبة.
وتبقى الكرة المغربية في حاجة ماسة إلى إصلاحات جذرية لضمان استقرار جميع أنديتها، سواء في القسم الأول أو الثاني أو الهواة، لأن مثل هذه المواقف تعكس خللًا إداريًا يستوجب معالجة حقيقية، حتى لا تتكرر مثل هذه الفصول التي تضر أكثر مما تنفع.