تيلي سبورت : محمد بوحتة
أصبح رحيل العديد من اللاعبين المغاربة والأجانب إلى الدوري الليبي في الآونة الأخيرة موضوعًا يثير الكثير من الجدل داخل الأوساط الرياضية المغربية، تساؤلات عديدة تدور في أذهان الجماهير، والتي تتساءل عن السبب الذي يجعل نجوم البطولة الاحترافية يختارون الانتقال إلى دوريات ضعيفة مثل الدوري الليبي، وهو الأمر الذي يبعث على الاستغراب والتساؤل حول ما إذا كانت هذه الخطوة ضرورية أم لا.
ومن غير المقبول أن نجد لاعبين مميزين، يمثلون المنتخب الوطني في بعض الأحيان، ينتقلون إلى دوري بعيد عن الأضواء والتحديات القوية مثل الدوري الاحترافي، في الحقيقة هذه الظاهرة تؤثر سلبًا على صورة بطولتنا وتثير القلق بشأن مستقبلها، فمن المنطقي أن تكون الأندية الوطنية قادرة على الاحتفاظ بلاعبيها، سواء كانوا مغاربة أو أجانب، في ظل ظروف تنافسية وعروض مالية أفضل مما يقدمه الدوري الليبي.
الأسئلة التي تطرح نفسها هنا تتعلق بعدم قدرة الأندية المغربية على تلبية احتياجات لاعبيها المالية، مما يجعلهم يفضلون العروض المغرية التي تأتي من أندية الدوري الليبي أو غيره من الدوريات الأقل تنافسية، وإذا استمر هذا الاتجاه، فإن البطولة الاحترافية قد تصبح فريسة للأندية التي تستطيع دفع رواتب أكبر، مما يهدد مستقبل الدوري الاحترافي ويقلل من جاذبيته للنجوم.
إن الحل يكمن في أن تبادر الأندية الوطنية والمسؤولون عن الكرة المغربية إلى رفع مستوى رواتب اللاعبين وحوافز التعاقدات، من خلال تحسين ظروف اللاعبين المالية، يمكن للبطولة الاحترافية أن تحتفظ بنجومها وتمنعهم من الانتقال إلى دوريات أقل شهرة، يجب على المسؤولين أن يتخذوا خطوات حاسمة في هذا الاتجاه، بما في ذلك مراجعة العقود وتقديم عروض أفضل تناسب متطلبات اللاعبين.
من جهة أخرى، يجب أن تكون هناك رقابة أكبر على العروض التي تأتي من الدوريات الأقل، وأن يتخذ المسؤولون خطوات أكثر فاعلية لحماية سمعة الدوري الاحترافي. هذه أزمة يجب معالجتها بسرعة، لأن استمرار هذا النزيف يهدد مستقبل البطولة، ويجعلها أقل قدرة على جذب المواهب المحلية والدولية.
وتعد هذه الظاهرة بمثابة إنذار للمسؤولين عن الكرة في المغرب، الذين يجب عليهم اتخاذ إجراءات حاسمة تضمن بقاء اللاعبين المغاربة في الدوري الاحترافي وحمايتهم من العروض المغرية التي تأتي من دول أخرى.