فوزي لقجع، الرجل الذي لا يكل ولا يمل من البحث عن حلول جذرية للنهوض بكرة القدم الوطنية، يعمل دون توقف من أجل رفع مستوى الأندية المغربية وجعلها في مصاف الأندية الكبرى في شمال إفريقيا، مثل الأهلي المصري والترجي التونسي، فالرؤية التي يحملها لقجع تتجاوز مجرد التسيير التقليدي، بل تهدف إلى خلق منظومة احترافية متكاملة، تضمن استمرارية النجاح للأندية الوطنية على جميع الأصعدة، سواء محليًا أو قاريًا.
غير أن التحديات التي تواجه الكرة المغربية كثيرة ومتعددة، ومن أبرزها الأزمة المالية التي تعاني منها معظم الأندية الممارسة في القسم الاحترافي الأول، والتي أثرت بشكل واضح على قدرتها التنافسية، هذه الأزمة دفعت عددًا من اللاعبين المغاربة إلى الهجرة نحو دوريات أقل تنافسية، كما هو الحال مع الدوري الليبي، في خطوة اعتبرها الكثيرون تراجعًا غير مبرر للمواهب المغربية التي كان من المفترض أن تبقى داخل البطولة الوطنية أو تبحث عن فرص احترافية أقوى في أوروبا والخليج.
وإزاء هذا الوضع، لم يقف فوزي لقجع مكتوف الأيدي، بل طلب من رئيس العصبة الاحترافية، عبد السلام بلقشور، الاجتماع مجددًا برؤساء الأندية الوطنية للبحث عن مستشهرين جدد قادرين على تقديم دعم مالي ضخم يساهم في إنقاذ الأندية من أزماتها المالية الخانقة، فلقجع يدرك جيدًا أن الحلول يجب أن تكون شاملة، تشمل الجانب المالي، والتدبيري، والتكويني، لضمان تطور مستدام للأندية المغربية.
وإلى جانب ذلك، يولي لقجع اهتمامًا كبيرًا بضرورة منح الفرصة لأبناء الفرق من خريجي مراكز التكوين، بدل اللجوء الدائم إلى الانتدابات الخارجية التي تستنزف خزينة الأندية دون تقديم الإضافة المرجوة، فالاعتماد على أبناء المدرسة الكروية لكل فريق، معززين ببعض الانتدابات النوعية، من شأنه أن يخلق الاستقرار الفني المطلوب ويعيد للبطولة المغربية بريقها.
وما يحسب لفوزي لقجع أنه لا يكتفي بالكلام أو الوعود، بل يتخذ خطوات ملموسة وقرارات جريئة من أجل النهوض بالكرة المغربية، نجاح المنتخب الوطني المغربي في كأس العالم، وفوز الأندية الوطنية بالألقاب القارية، ما هي إلا إشارات واضحة على أن هذا الرجل يعمل وفق رؤية طويلة الأمد، هدفها الأسمى جعل الكرة المغربية قوة إقليمية ودولية.
ويبقى التحدي الأكبر هو قدرة الأندية الوطنية على التفاعل مع هذه المبادرات، واستغلال الفرص المتاحة لتطوير بناها التحتية، وتحسين تسييرها الإداري والمالي، حتى لا تبقى كرة القدم المغربية رهينة الحلول الظرفية، بل تتحول إلى نموذج حقيقي للاحترافية والاستدامة.