تيلي سبورت : محمد بوحتة
أضفى الإطار الوطني مهدي كسوة دفقة أمل وفرح على مجموعة من البراعم الذين يشرف على تأطيرهم في أكاديمية “O’darb”، بعد أن بادر إلى تمويل تذاكر الطائرة من ماله الخاص لتمكينهم من خوض تجربة كروية دولية فريدة في فرنسا.
هذه المبادرة الإنسانية جاءت بتنسيق مع أسطورة الكرة المغربية ميري كريمو، الذي لبّى الدعوة للمشاركة في هذا العمل التضامني، ليُثبت الثنائي مجددًا أن كرة القدم ليست مجرد نتائج وألقاب، بل منصة لصياغة الأحلام ورعاية الطموح لدى الأجيال الصاعدة.
المعلومات الحصرية التي توصل إليها موقع “تيلي سبورت” تؤكد أن كسوة وكريمو تكفّلا بمصاريف عشرة لاعبين من أصل أربعة وعشرين سيشكّلون بعثة الأكاديمية إلى الدوري الدولي، في وقت تتواصل فيه الجهود مع مستشهرين وشركاء لاستكمال تغطية باقي التكاليف.
فضلاً عن الجانب المالي، استثمر مهدي كسوة شبكة علاقاته داخل الأوساط الرياضية والدبلوماسية لاستخراج تأشيرات “شنغن” للاعبين الذين لم يسبق لهم السفر خارج الوطن، بل إن بعضهم لم يغادر مدينته قط، ليحول بذلك حلماً كان يبدو مستحيلاً إلى واقع ملموس.
هذه الخطوة تتجاوز قيمتها المادية، إذ تمنح أولئك الفتية فرصة الاحتكاك بمدارس كروية مختلفة، واكتساب خبرات ميدانية وثقافية ستظل راسخة في ذاكرتهم ومسارهم الرياضي. كما تجسّد في الوقت ذاته فلسفة أكاديمية “O’darb” القائمة على توفير بيئة متكاملة للتكوين، تجمع بين الإعداد الفني والدعم النفسي والاجتماعي، مع التأكيد على أن الموهبة لا تنمو إلا بفتح أبواب العالم أمامها.
تفاعل أولياء أمور اللاعبين مع الخبر كان عاطفيًّا؛ إذ عبّروا عن امتنانهم العميق لما اعتبروه “هدية العمر”، شاكرين كسوة وكريمو على روح العطاء، وبينما تستعد البعثة للإقلاع نحو فرنسا، يترقب الشارع الرياضي المغربي مشاركة الأكاديمية بشغف، آملاً في أن يشكل هذا الظهور منصة لاكتشاف مواهب جديدة ترفع راية الكرة الوطنية في المستقبل. قصة مهدي كسوة وميري كريمو هي تذكير حي بأن المبادرات الفردية قادرة على صنع فارق كبير، وبأن الشغف الحقيقي باللعبة يزهر حين يمتد ليُضيء دروب الصغار نحو آفاق كانت تبدو بعيدة المنال.