تيلي سبورت : محمد بوحتة
في خطوة استثنائية أعادت إلى الواجهة قيمة التضامن بين الأندية المغربية، قدّم فريق نهضة أتلتيك الزمامرة يد المساعدة إلى يوسفية برشيد بعد أن كاد هذا الأخير يضطر إلى تقديم اعتذار عام عن المشاركة في البطولة الوطنية للقسم الممتاز هواة للموسم الجاري.
وجاءت المبادرة على شكل تسهيلات إدارية ورياضية، إذ قرّر نادي الزمامرة فسخ عقود أكثر من 14 لاعبًا من فئة الأمل (القسم الثاني هواة) وإنهاء إجراءات الانتقال تمهيدًا لالتحاقهم فورًا بصفوف يوسفية برشيد، وهو ما مثّل عمليًا «طوق نجاة» أنقذ الفريق الحريزي من أزمة قائمة كانت ستؤثر على سير المنافسات.
مصادر مطلعة أكدت أن القرار اتخذ بعد تقييم سريع للموقف داخل أسرة يوسفية برشيد وبناء على حسّ وطني بالرياضة، مشيرة إلى أن اللاعبين الذين تم تسهيل انتقالهم خضعوا لإجراءات النظامية المطلوبة لضمان قانونية التحاقهم بكتيبة الفريق الجديد، كما أكدت المصادر أن العملية تمت بتنسيق مسبق بين الأجهزة الإدارية والفنية للأندية المعنية لتفادي أي خلل في اللوائح أو برمجة المباريات.
وفي موازاة ذلك، شرع نهضة الزمامرة في إعادة هيكلة سريعة لفئاته العمرية، إذ قرر النادي تعويض فريق الأمل بفريق الشباب، بعد أن كان الفريق الأخير مرشحًا للمشاركة في البطولة الوطنية لأقل من 21 سنة، هذا التحوّل التنظيمي هدفه الحفاظ على استمرارية مشروع النادي الرياضي بعيدًا عن أي تأثير سلبي ناجم عن التخفيضات في صفوف الفئات الصغرى.
وعلى مستوى الجهة المنظمة، سارعت العصبة الاحترافية، تحت قيادة عبد السلام بلقشور، إلى ضبط المساطر وإشراك أمل أكاديمية محمد السادس (U21) كبديل يضمن انطلاقًا متوازنة للبطولة الوطنية للفئات السنية، مما مكن من تفادي فراغٍ في البرمجة وحماية نزاهة المنافسة.
يتفاعل الشارع الكروي مع هذه المبادرة باعتزاز، معتبرًا إياها نموذجًا يُحتذى به في التضامن المؤسسي داخل الكرة الوطنية، خاصة في فترات الخلافات والضيق المالي التي قد تعصف بالأندية الصغيرة. وخلاصة ما جرى أن نهضة الزمامرة لم تنقذ فقط زميلًا في المنافسة، بل ساهمت أيضًا في حفظ توازن بطولة بأكملها، مُبرهنةً أن روح التعاون بين الأندية قادرة على صون مصالح اللعبة الوطنية وضمان استمراريتها بمسؤولية.