تيلي سبورت :
مرة أخرى، عاد المدرب المغربي رشيد الطاوسي إلى دائرة الجدل، بعد أن خرج بتصريحات إذاعية مثيرة أكد فيها أنه كان “كبش فداء” داخل نادي الكوكب المراكشي، متهماً الفريق بعدم توفير البيئة السليمة التي تتيح له النجاح، لكن ما تكشفه المعطيات الواقعية والميدانية يروي قصة مغايرة تماماً، عنوانها “راحة مفرطة ونتائج كارثية”، كما وصفها مصدر بارز من داخل النادي لموقع “تيلي سبورت”.
وقال مسؤول سابق بالكوكب المراكشي، أنه منذ إلتحاق الطاوسي بالكوكب المراكشي، عاش الطاوسي في ظروف وُصفت بـ”الفاخرة”، حيث أقام في أحد أفخم فنادق المدينة الحمراء لمدة قاربت الشهرين، بجناح خاص وعلى نفقة النادي، ورغم أن إدارة الكوكب وفرت له شقة مجهزة بكل وسائل الراحة، رفض الانتقال إليها، مفضلاً البقاء في الفندق بحجة قربه من مركز تجاري كان أحد مقربين منه يتردد عليه للتسوق يومياً.
مصدر مطلع من داخل الفريق تساءل بحدة: “هل هذه هي البيئة الخانقة التي يتحدث عنها الطاوسي؟ أم أنها رفاهية تحولت إلى شماعة لتبرير الفشل ؟”.
الحقيقة أن الطاوسي، خلال فترته مع الكوكب، استفاد من إمكانيات لم تُتح لأي مدرب سابق في تاريخ النادي الحديث، فقد خاض ثلاثة معسكرات تدريبية بمواصفات احترافية، واشتغل رفقة طاقم تقني وطبي موسع اختاره بنفسه، إضافة إلى صفقات انتداب لاعبين جدد تمت بناء على توصياته الشخصية، كما إلتزمت إدارة الفريق بدفع أجور اللاعبين والأطر التقنية بانتظام، دون أي تأخير يُذكر.
ورغم كل هذه الظروف المثالية، جاءت الحصيلة الرياضية مخيبة للآمال، إذ فشل الطاوسي في تحقيق أي فوز، واكتفى بثلاث هزائم متتالية وأداء باهت أثار غضب الجماهير المراكشية، لينتهي مشواره بالحصول على تعويض مالي يفوق 100 مليون سنتيم مقابل فسخ العقد بالتراضي.
وطرح المسؤول المراكشي تساؤلات مشروعة حول هل كان سعيد حسبان محقاً عندما أغلق أبواب الرجاء في وجه الطاوسي قبل سنوات؟ ،وهل كل الأندية التي مرّ بها الطاوسي كانت فعلاً بيئات “غير سليمة “؟، فنهضة بركان، على سبيل المثال، وفرت له إمكانيات ضخمة وظروفاً احترافية عالية، ومع ذلك غادر دون ترك أي بصمة أو لقب يُذكر.
في المحصلة، يبدو أن رشيد الطاوسي يحاول مجدداً إعادة كتابة القصة على طريقته الخاصة، لكن ذاكرة الجماهير لا تُمحى بسهولة، فالكوكب المراكشي لم يكن بيئة فاشلة، بل كان فرصة ذهبية لمدرب فضّل الرفاهية على الميدان، والفندق على حساب النتائج، يقول مصدرنا.