تيلي سبورت :
في تصريح أثار اهتمام المتابعين، اعتبر المدرب الفرنسي المعروف كلود لورا أن المغرب بات يمتلك مقومات حقيقية تؤهله للتتويج بلقب كأس العالم في المستقبل القريب. وخلال حديثه على قناة “ليكيب” الفرنسية، وصف لورا المشروع الكروي المغربي بأنه يمتلك “تنظيماً قوياً ورؤية طموحة” قادرة على تحويل الطموحات إلى واقع عالمي.
وأوضح المحلل الفرنسي أن ليس فقط النتائج الحالية هي دافع التفاؤل، بل أيضاً النهج المؤسساتي والاستثمار في البنية التحتية وتكوين اللاعبين، ما يجعل المغرب نموذجاً يُحتذى به في القارة الإفريقية، وأضاف لورا أن هذه السياسة الوطنية في كرة القدم لا تقتصر على تحسين الأداء الفوري، بل تعمل على جذب المواهب من مختلف أنحاء العالم وخلق منظومة مستدامة قادرة على إنتاج جيلٍ قادر على مقارعة كبار المنتخبات.
الإنجاز التاريخي الذي سجّله المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022، بوصوله إلى مرحلة المربع الذهبي ومواجهة منتخب فرنسا بصعوبة، بدا في نظر لورا نقطة تحوّل حقيقية. ذلك الأداء، بحسب المتحدث، لم يكتفِ بكتابة صفحة مشرقة في سجل الكرة المغربية فقط، بل أسهم أيضاً في رفع معنويات الفئات العمرية المختلفة، ما انعكس لاحقاً على مردود المنتخبات الوطنية في الفئات السنية.
على ضوء ذلك، يرى لورا أن إمكانية أن يصبح المغرب أول بلد إفريقي يتوج بكأس العالم لم تعد فكرة بعيدة المنال، بل احتمال قابل للتحقق إذا ما استمرت السياسات الراهنة بنفس التهديف والصرامة، وفي هذا الإطار، لفت إلى أهمية الاستمرارية في التمويل، تطوير أكاديميات تدريب، والاعتماد على خطة طويلة الأمد تضمن التحكم في المسارات الاحترافية للاعبين.
مع ذلك، لا يخفى على أحد أن طريق الفوز بالمونديال محفوف بتحديات كبرى؛ فالتنافس الدولي يزداد صعوبة عاماً بعد عام، وتتطلب الوصول للقمة تضافر الجهود بين الجامعة، المدربين، الأندية، والمنتخبات الشابة، ولهذا شدد لورا على ضرورة الحفاظ على نسق العمل الحالي وتفادي الوقوع في ارتباك إداري أو تكتيكي قد يعيق مسيرة التقدم.
تصريحات كلود لورا أعادت تسليط الضوء على الطفرة التي تشهدها الكرة المغربية، وأكدت أن الرهان على مستقبل أفضل ليس مجرّد أمنية، بل مشروع قابل للقياس إذا ما استمرّت المعطيات المؤسسية والفنية في مسارها التصاعدي.