الإرث في اللغة من الترك ويسمى الشيء المتبقي من مال الشخص الميت أو الأملاك، أما مفهومه عند المسؤولين الحاليين على نادي رجاء بني ملال فهو منح رئاسة الفريق للشخص الذي يراه حسن العرباوي وريثا غير شرعيا من أجل الاستلاء على رئاسة النادي، ضاربا بذلك كل الأعراف والقوانين المعمول بها والمنظمة للجمعيات الرياضية والجموع العامة لانتخاب رئيس ومكتب جديدين.
لا حديث في الشارع الرياضي “الملالي” خلال هذه الأيام سوى عن التحركات “السرية” التي يقوم بها حسن العرباوي في الخفاء من أجل منح رئاسة رجاء بني ملال لصديق مقرب إليه وله ذكريات سيئة مع النادي وهو نفس الشخص الذي ترك “فارس عين أسردون” في عز أزمته وتخلى عليه لا لشيء سوى لعجزه عن جلب موارد مالية كما يفعل جميع الرؤساء من أجل تدبير شؤون أنديتهم، وهو الأمر الذي يجعلنا اليوم نطرح أكثر من تساؤل ماذا تغير بين الأمس واليوم حتى ظهر لنا من جديد نفس المسير الذي ترك نادي رجاء الملايين من الملاليين وحيدا يتخبط في حزمة من المشاكل؟ وهل ذهب للبحث عن عصا “هاريبوتر” السحرية ليعود ويضرب بعصاه ليخرج لنا ميسي ونيمار ومبابي يحملون قميص النادي ويدافعون عن ألوانه خلال الموسم الكروي المقبل ؟، ثم ليكرر نفس الأمر مع خزينة الفريق لتنتعش بملايير الدولارت ؟، فإذ كان ما نقوله صحيحا فمرحبا بهذا المسير “الهارب” سابقا والخارق حاليا ليس فقط بنادي رجاء بني ملال وإنما بكل أنديتنا الوطنية.
كلنا نعلم حال ووضع رجاء بني ملال المزري والذي ربما يحتاج فعلا لعصا سحرية حقيقة، فالفريق اليوم بدون مدرب وبدون طاقم تقني ولاعبين سواء المنتهية عقودهم أو صلاحيتهم فإذا نظرت إلى كرسي الاحتياط ستجد الدكتور أحمد جعيدان جالسا لوحده ينظر إلى حامل الأمتعة “بيلي” وهو يتنظر قدوم جيل جديد ووجوه جديدة لاستئناف التدرايب مرة أخرى تأهبا لانطلاق الموسم الكروي المقبل لأنهما اعتادوا عن التغيير ووحدهم راكموا عشرات المدربين وآلاف اللاعبين وكأن “فارس عين أسردون” لا يتوفر على فئاته العمرية ولا يؤمن بالتعاقد مع أسماء مجربة لسنوات طويلة.
على حد علمنا أن أي فريق أراد إقامة جمعه العام وانتخاب رئيسا جديدا يحتكم إلى برلمان الفريق وحده من لديه الحق في اختيار الرجل المناسب القادر على قيادة النادي إلى بر الأمان، لكن عند رجاء بني ملال شيء أخرا فمن أراد الترشح ليقادة رجاء بني ملال فيجب أن يكون من الورثة غير الشرعيين لحسن العرباوي والأقربهم إليه هو من سيفوز بـ “الكعكة” عفوا نقصد كرسي الرئاسة وكأن النادي تحول إلى “دار الورثة”.
السؤال الذي يجب علينا جميعا أن نطرحه الآن، ما ذنب الجماهير “الملالية” التي لها الحق أن ترى فريقها في وضعية مريحة وضمن أندية قسم الصفوة، لما لا وهو النادي الذي قهر كبار الأندية وسبقهم لمنصات التتويجات، وقبل أن نختم موضوعنا هذا هل حان الوقت أن نقرأ الفاتحة على فريق يسارع الموت ويحتضر أمام أعين مجموعة من “الفهايمية” ؟.