في مشهد نادر يعكس قوة الإرادة والتخطيط المحكم، تمكن عدد من المسؤولين الحاليين في بطولتنا الاحترافية من كتابة أسمائهم بحروف من ذهب في تاريخ الكرة المغربية، بعد نجاحهم في قيادة أنديتهم من أقسام الهواة إلى مصاف الكبار في القسم الاحترافي الأول.
البداية مع فوزي لقجع، الذي حول نهضة بركان من فريق كان ينافس في الظل إلى قوة كروية يحسب لها ألف حساب على المستويين المحلي والقاري. لم يكن صعود النهضة البركانية مجرد إنجاز عابر، بل تحول إلى قصة نجاح مستدامة تجسدت في تتويجات قارية ومحلية جعلت من النادي نموذجاً يُحتذى به في تطوير الأندية. بفضل رؤية لقجع وحنكته الإدارية، أصبح نهضة بركان من الأسماء التي تقف بثبات في خريطة الكرة الإفريقية.
أما عبد السلام بلقشور، فقد سطر هو الآخر اسمه ضمن قائمة القادة الرياضيين الذين حولوا الأحلام إلى واقع. رئيس العصبة الاحترافية الحالي لم يكن إنجازه أقل إثارة، حيث قاد نهضة الزمامرة من أقسام الهواة نحو “البطولة برو”، واضعاً النادي في مكانة لم يكن يتوقعها الكثيرون. طريقة بلقشور في إدارة الموارد المحدودة والتخطيط المستدام جعلت من نهضة الزمامرة مثالاً على كيفية تجاوز العقبات وتحقيق الأحلام.
ولا يمكن أن نغفل عن بوشعيب بن الشيخ، الذي صنع إنجازاً لا يقل أهمية حين قاد شباب السوالم إلى القسم الاحترافي الأول. رغم التحديات والصعوبات التي واجهها الفريق، استطاع بن الشيخ أن يخصص لناديه مكانة ضمن كبار الأندية الوطنية، مبرزاً قدرات استثنائية في تسيير الأندية ذات الإمكانيات المحدودة.
إن هؤلاء الرجال الثلاثة يمثلون وجوهاً مشرقة للإدارة الرياضية بالمغرب، حيث استطاعوا تحويل الطموحات إلى واقع ملموس، وسيظل التاريخ شاهداً على إنجازاتهم التي تجاوزت حدود الإمكانيات لترسم صورة مشرقة عن القيادة الرياضية الوطنية.