تيلي سبورت : محمد بوحتة
تتزايد التكهنات حول احتمال انسحاب المنتخب الجزائري من كأس إفريقيا للأمم المقبلة، المقررة في دجنبر بالمملكة المغربية، وسط مؤشرات قوية على أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم يتحرك وفق توجيهات سياسية تمليها سلطات “الكابرانات”.
وقد بدأت الصحافة الجزائرية بالفعل في الترويج لهذا الخيار عبر نشر أخبار تتعلق بتقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” بخصوص شعار البطولة، مصحوبة بتهديدات غير مباشرة بعدم المشاركة.
وسائل الإعلام الجزائرية، التي يبدو أنها تلقت تعليمات واضحة في هذا الصدد، دافعت بقوة عن خيار الانسحاب، معتبرة إياه موقفًا “منطقيًا” في ظل التوتر السياسي القائم بين البلدين.
وحاولت هذه المنابر تبرير هذا التوجه بأبعاد سياسية تتجاوز الجانب الرياضي، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى تأثير السياسة على قرارات الاتحاد الجزائري، خاصة أن المنافسة تبقى رياضية بالأساس ولا ينبغي ربطها بأي اعتبارات أخرى.
كما أن غياب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن حفل قرعة البطولة، والاكتفاء بإرسال المدرب فلاديمير بيتكوفيتش رفقة موظف إداري كممثل رسمي، فُسّر على أنه مؤشر إضافي على عدم جدية الاتحاد الجزائري في المشاركة بالبطولة، إذ يرى مراقبون أن هذا السلوك يتماشى مع استراتيجية تمهيدية للانسحاب، حيث يتم تهيئة الرأي العام تدريجيًا لتقبل هذا القرار.
ورغم أن القرار الرسمي لم يصدر بعد، إلا أن المعطيات المتوفرة تؤكد أن هناك نية حقيقية للانسحاب، خاصة أن التصعيد الإعلامي متواصل، والتبريرات السياسية أصبحت أكثر وضوحًا، الأيام المقبلة ستكون حاسمة، حيث ينتظر الشارع الرياضي هناك بالجزائر القرار النهائي للاتحاد الجزائري، الذي قد يدخل التاريخ بقرار غير مسبوق ستكون له تداعيات كبيرة على سمعة الكرة الجزائرية وعلاقتها مع الهيئات الكروية القارية والدولية.