صمت رهيب يخيم على مكونات نادي إتحاد طنجة و قرار صادم في المدينة أطلقه محمد الشرقاوي الرجل الذي حافظ على مكانة فريق عروس الشمال منذ الموسم ما قبل الماضي و تحمل الأعباء والظروف المتكالبة ليدافع عن حضور القميص الأزرق و الابي٣ض بين الأقمصة الرياضية المتنافسة في قسم الأضواء.
الشرقاوي رئيس إتحاد طنجة المعروف بهدوئه و غيرته الكبيرة على الفريق واجه صعابا كثيرة في طريق تسيير النادي العريق و اضطر كما هو معروف لدى كبير و صغير المدينة إلى ضخ مبالغ مالية مهمة من ماله الخاص للحفاظ على توازن الفريق في غمرة وطفرة نهوض الأندية الوطنية الكبيرة بمواردها وحجم تعاقداتها والأرقام المالية الضخمة التي تتعامل بها في رحاب البطولة الوطنية و المنافسات القارية و غيرها، بل كان محمد الشرقاوي المسعف و المنقذ للفريق من السكتة القلبية في أكثر المواقف الحرجة التي مر بها ممثل عاصمة البوغاز.
العارفون بكل تفاصيل سير النادي في دروبه مع التكاليف و المصاريف و المستلزمات و الخصاص يدركون كثيرا المهام الشاقة التي كانت على عاتق الرجل منذ تسلمه مهمة قيادة رئاسة نادي إتحاد طنجة رغم المضايقات و العراقيل و رغم تكالب أعداء النجاح الذين تخلو عن مساندة الفريق في أشد الأوقات حلكة و ظلمة و عتمة واختاروا شحذ سكاكينهم للطعن في ذمة الرجل و محاولة النيل من مجهوداته و تبخيسها، لكن الشرقاوي المشهود له بالخبرة الكبيرة في مجال التسيير الرياضي و كفائته و نزاهته كانت الحاجز الذي منع سيل المياه العادمة من التسلل لتلويث صفاء المياه الزرقاء في نادي إتحاد طنجة العريق.
لقد زلزلت استقالة الرجل الحكيم والخبير محمد الشرقاوي مكونات نادي إتحاد طنجة وكل محبي الفريق لإدراكهم مكانة الرجل في المرحلة الصعبة و قيادته الحكيمة لسفينة كانت كل التكهنات تجزم أنها في الطريق إلى الغرق، لكن القيادة كانت خبيرة بالأمواج العاتية وعبرت بالفريق إلى بر الأمان.
لقد خرج إتحاد طنجة من النفق بفضل الرجل، فهل يعيد الزمن ربانا بمواصفات محمد الشرقاوي الذي خرج من الباب الكبير ؟ هذا السؤال و غيره، الأيام المقبلة في تاريخ إتحاد طنجة كفيلة بالإجابة عليه.