تيلي سبورت :
شهد نادي الوداد الرياضي موسماً استثنائياً بكل المقاييس، ليس من حيث الإنجازات بل من حيث خيبة الأمل التي عاشتها جماهيره، نتيجة اختيارات غير موفقة على مستوى التسيير الرياضي، خصوصاً في ما يتعلق بسوق الانتقالات.
فقد أقدم الرئيس هشام أيت منا على تعاقدات قياسية من حيث العدد، وصلت إلى 36 لاعباً خلال موسم واحد فقط، في سابقة لم يشهدها النادي عبر تاريخه العريق، لكن المحصلة كانت صفر ألقاب، وصفر إنجازات، ونتائج باهتة على كل الأصعدة.
ورغم كل هذا الزخم من الانتدابات الصيفية والشتوية وحتى الخاصة بكأس العالم للأندية، إلا أن الفريق أخفق في كل المسابقات التي خاضها. لم ينجح في نيل لقب البطولة الاحترافية، وغادر مبكراً منافسات كأس العرش وكأس التميز، فيما كانت مشاركته في كأس العالم للأندية محبطة بكل المقاييس، حيث خرج من دور المجموعات دون تحقيق أي نقطة، وهو ما جعل الوداد أول فريق إفريقي ينهي مشواره في البطولة العالمية دون رصيد.
الانتدابات كانت عشوائية في نظر العديد من المتابعين، إذ ضمت أسماء من مختلف الجنسيات والمستويات دون خطة واضحة أو انسجام مع هوية النادي.
تعاقدات مثل مباي نيانغ، ديراني، ساخي، بدرينهو، زكرياء غيلان، مايلولا، فييرا، بارت مايرز، عمر السومة، وغيرهم، لم تقدم الإضافة المرجوة، بل خلقت نوعاً من الارتباك داخل المجموعة، مع غياب توازن واضح في التشكيلة.
العديد من الأصوات داخل بيت الوداد، وأيضاً من الجماهير، بدأت تطرح السؤال المحوري: هل حان وقت رحيل آيت منا؟ فالإخفاق الرياضي المتكرر وتغييب الاستقرار الفني، إلى جانب غياب النتائج الملموسة رغم الإنفاق الكبير، كلها مؤشرات على أن المشروع الحالي لم ينجح، وإذا استمر الفريق على هذا النهج من التسيير غير المدروس، فإن الخطر يهدد مكانة النادي كواحد من أعمدة الكرة المغربية والإفريقية.
الوداد بحاجة إلى مراجعة شاملة، لا تهم فقط الانتدابات، بل تتعداها إلى بنية القرار داخل النادي، لأن كرة القدم اليوم لا تُدار بكثرة التعاقدات، بل بالانسجام والاستمرارية والرؤية الواضحة، وهي عناصر غابت كلياً عن موسم الوداد الرياضي.