نهضة الزمامرة.. الفريق الذي تحول في وقت قياسي إلى قوة ضاربة في كرة القدم الوطنية، وأصبح اليوم منافسًا شرسًا على صدارة البطولة الاحترافية، فلا حديث في منطقة “دكالة” وتحديدًا في الزمامرة إلا عن هذا الفريق الذي قلب كل التوقعات، فبعدما كان قبل سنوات قليلة يكافح في أقسام الهواة، بات اليوم يشكل تهديدًا حقيقيًا لكبار الأندية المغربية، بل أزاحها من المراتب المتقدمة هذا الموسم، ليصبح وصيف البطولة ومنافسًا قويًا على اللقب.
الفضل في هذه “النهيضة” الكبيرة يعود بلا شك إلى رجل المرحلة، عبد السلام بلقشور، الذي حمل على عاتقه مشروعًا طموحًا منذ سنوات، ونجح في نقل نهضة الزمامرة من نادٍ مغمور إلى فريق يحسب له ألف حساب في القسم الأول، ولعل كل “دكالي” اليوم يردد بكل فخر: “سير الله يرضي عليك” تعبيرًا عن الامتنان لهذا الرجل الذي صنع المجد لفريق المدينة، وجعل الجماهير تحلم بإنجازات لم تكن في الحسبان.
اليوم، نهضة الزمامرة على بعد خطوات قليلة من تحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخه، فالمشاركة في دوري أبطال إفريقيا لم تعد حلمًا مستحيلًا، بل واقعًا يقترب أكثر فأكثر، خاصة إذا حافظ الفريق على استقراره وواصل تحقيق النتائج الإيجابية، وإذا تحقق هذا الإنجاز، فإن “الدكاليين” لن ينسوه بسهولة، لأنه سيكون بمثابة تتويج لمجهودات سنوات من العمل الجاد والتخطيط السليم.
ما يميز نهضة الزمامرة هذا الموسم هو روح الانضباط والقتالية التي يتحلى بها اللاعبون، فالفريق لا يعتمد على أسماء كبيرة أو نجوم من العيار الثقيل، لكنه يملك مجموعة متماسكة تلعب بروح واحدة، وتقاتل فوق أرضية الملعب بكل ما تملك من إمكانيات، الأمر الذي جعله يتفوق على فرق ذات ميزانيات ضخمة وتاريخ عريق.
في ظل هذه الطفرة الكبيرة التي يعيشها نهضة الزمامرة، يبقى السؤال المطروح: هل سيكون الفريق قادرًا على مواصلة هذا التألق وحجز مقعد في المسابقات الإفريقية ؟ الإجابة ستتضح خلال الأسابيع المقبلة، لكن المؤشرات الحالية تؤكد أن هذا الفريق لن يكون مجرد ظاهرة موسمية، بل مشروعًا كرويًا يسير بخطى ثابتة نحو القمة.
في النهاية، يستحق عبد السلام بلقشور وفريقه كل الثناء والتقدير على هذا العمل الاستثنائي، وعلى هذا المشروع الطموح الذي جعل من نهضة الزمامرة نموذجًا يُحتذى به في الكرة المغربية، فربما يكون اليوم وصيفًا للبطولة، لكن من يدري ؟ ربما يكون غدًا بطلاً للمغرب، ولمَ لا ممثلًا مشرفًا للكرة الوطنية في أكبر المسابقات القارية.