تيلي سبورت : نادية عطاري
بعد أن تم تعيينه رئيسا لفرع كرة القدم لنادي الرياضي خلال الفترة القادمة، بات يعيش هشام منا تحت وطأة من الضغط و تضارب الأراء بين الأنصار الداعمة لقرار المكتب المديري للوداد باعتبار ايت منا القائد المناسب في إخراج النادي من الوضعية الصعبة التي يتخبط فيها، و الغير الراضية عن خلافة ايت منا لعبد المجيد البرناكي.
وهذا ما يقودنا لطرح سؤال هل هشام آيت منا هو البروفايل المناسب لرئاسة نادي الوداد الرياضي في هذه المرحلة الحرجة، و تتساءل العديد من الجماهير الودادية التي انقسمت بين مؤيد و معارض، هل بعد تجربته الشبه الفاشلة في نادي شباب المحمدية قادر على اتمام المسار الذي وقع عليه الناصيري.
ويرى المعارضين لرئاسة أيت منا للوداد، أن شخصيته غير مناسبة لقيادة النادي، لعدم ضبط تصرفاته و انفعالاته و تصريحاته الغير محكمة أحيانا، والتي كانت من أبرز العوامل التي تسببت في المشاكل التي يعيشه ناديه السابق، على عكس سعيد الناصيري، الذي كان يمتاز بالشخصية القوية و الحيادية في التسيير ، إذ يدرس خطواته جيدا و لا يتسرع في اتخاذ القرارات.
وفي الضفة الأخرى، يحظى أيت منا بدعم من فئة كبيرة من الجماهير الودادية ، باعتباره القائد المناسب لتولي الرئاسة ، استنادا للخبرة التي اكتسبها رفقة النادي المحمدي، بالإضافة إلى قدرته على استقطاب مستثمرين جدد للرفع من المداخيل السنوية للنادي و المساهمة في تخفيف من أزمته المالية.
ويختلف أيت منا كثيرا في طريقة تسييره عن الرئيس السابق سعيد الناصيري الذي عود الجماهير الودادية على الألقاب والانتصارات غير المسبوقة في الأندية المغربية ، وذلك حيث كان يمتاز الناصيري بروح التحدي الذي يكسبه في آخر المطاف رغم كل الظروف.
وصنف العديد من المحللين و عشاق الكرة المغربية الناصيري من بين أبرز الروؤساء اللذين مروا في تاريخ الوداد بناء على الانجازات التي قدمها، حيث عاد لقب دوري أبطال إفريقيا لخزينة الوداد سنة 2017 بعد غياب 15 سنة، ليكون اخرها موسم 2022 الذي حققه رفقة الإطار الوطني وليد الركراكي، كما احتل صدارة تصنيف الأندية الأفريقية مستفيدا من تألقه في 5 نسخ متتالية من البطولة حل في 4 منها تواليا متصدرا ومعادلا الإنجاز التاريخي للترجي التونسي، و غيرها من الألقاب المحلية و التميز بالمشاركات القارية.
وهذا ما يجعل أيت منا يرفع سقف الأهداف و الاتسام بروح التحدي لكسب الرهان و إثبات العكس لمعارضيه بأنه قادر على السير في مسار الانتصارات الذي سلكه الرئيس السابق سعيد الناصيري و إعادة الفريق لمنصات التتويجات بصرف النظر عن تجربته السابقة بنادي شباب المحمدية.
ويمتلك أيت منا بدوره القدرة على استقطاب موارد مالية جديدة للنادي خلال الفترة القادمة، حيث فتح باب المفوضات مع مجموعة من المستشهرين بالإضافة إلى لائحة مكتبه المديري التي تضم كبار رجال الأعمال و السياسين بهدف تجاوز الأزمة ،وإعداد فريق تنافسي قادر على الظهور بشكل مشرف خلال مونديال الأندية المرتقب بالولايات المتحدة الأمريكية.
وسيكون أيت منا أمام تحدي كبير لقيادة النادي لبر الامان لتجنب تكرار خيبات الموسم المنقضي، الذي لم يسبق للوداد أن عاشه في تاريخه على مستوى التسيير عقب اعتقال رئيسه السابق سعيد الناصيري، على خلفية ما بات يعرف “إسكوبار الصحراء.”، بالإضافة إلى تراجع أداء اللاعبين و افتقاد أجواء تنافسية.