لطالما أطلق المشجعون والمتابعون لقب “زئير أسد” على المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله، تقديراً لمهاراته الفائقة وموهبته التهديفية التي جعلته واحداً من أبرز المهاجمين في المنطقة العربية والأوروبية، حيث قاد العديد من الفرق التي لعب لها، مثل النصر السعودي، إلى الألقاب والإنجازات بفضل أهدافه الحاسمة واللافتة، ولكن مؤخراً، وبالنظر إلى تراجع مستواه في الفترة الأخيرة، بدأ اسم حمد الله يختفي تدريجياً عن الأنظار، مما يثير التساؤلات حول مستقبله الكروي، خاصة مع منتخب بلاده.
حمد الله، الذي بدأ مسيرته في الدوري الاحترافي قبل أن يلفت الأنظار في البطولات الخليجية، ظل يتصدر قائمة الهدافين في كل فريق لعب له، لقد تفوق على كبار المهاجمين في العديد من البطولات التي شارك فيها، بما في ذلك الدوري السعودي والبطولات الآسيوية، وبفضل هذه النجاحات، أصبح أحد أبرز الأسماء التي تميزت بالقدرة على التهديف في أصعب اللحظات، وكان يلقب بـ “الكوليادور” في إشارة إلى صفة الهداف الفطري الذي لا يرحم أمام المرمى.
لكن يبدو أن الزمن قد تغير، وأصبحت فترة التألق الكبيرة التي مر بها حمد الله مجرد ذكرى، فالأداء الباهت الذي ظهر به في الآونة الأخيرة لم يكن فقط محط انتقاد، بل أصبح يشكل عائقاً حقيقياً أمام عودته للمنتخب الوطني المغربي، خاصة مع استمرار غيابه عن لائحة المدرب وليد الركراكي، تراجع مستواه جعل من الصعب أن يحصل على فرصة جديدة للظهور مجدداً بقميص “أسود الأطلس” في الاستحقاقات المقبلة.
وإضافة إلى ذلك، فإن التوقف الدولي المقبل في مارس، والذي سيشهد مباريات هامة للمنتخب الوطني المغربي، قد يمر دون أن يجد فيه حمد الله نفسه ضمن اختيارات المدرب، ومع احتدام المنافسة في مركز الهجوم، أصبح من الصعب على اللاعب استعادة مكانه بين اللاعبين الأساسيين، خاصة مع وجود بدائل أخرى تتألق في الدوري المحلي والدوريات الأوروبية.
لكن ما يثير القلق أكثر هو استعداد المنتخب الوطني المغربي للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستستضيفها المملكة المغربية نهاية هذا العام، فإن كانت عودة حمد الله غير ممكنة، فإن هذا قد يعني تراجع فرصته في تكرار إنجازاته مع المنتخب، وهو أمر محبط بالنسبة للجماهير التي كانت تأمل في أن يكون جزءاً من الفريق الذي يسعى لتحقيق اللقب القاري بعد الأداء المميز في مونديال قطر.
لكن في عالم كرة القدم، لا شيء مستحيل، وربما يأتي الوقت الذي يقرر فيه حمد الله استعادة بريقه والتألق مجدداً، وهو أمر يحتاج إلى الكثير من العمل الجاد والتركيز، فالباب لا يزال مفتوحاً للعودة بقوة، لكن الطريق إلى ذلك سيكون شاقاً ومليئاً بالتحديات، فهل سيتمكن حمد الله من استعادة نفسه والعودة إلى مستواه المتميز، أم أنه سيظل عالقاً في الماضي ؟.