تيلي سبورت : محمد بوحتة
بعد سلسلة تجارب وتدوير بين المهاجمين، قرر الناخب الوطني وليد الركراكي تثبيت أيوب الكعبي كرأس حربة أساسي في تشكيلة المنتخب الوطني المغربي للفترات القادمة، بدءاً من مواجهة النيجر ثم مباريات زامبيا والكونغو وباقي المواجهات التحضيرية قبل “الكان”، القرار جاء بناءً على قراءة فنية دقيقة لمسار اللاعب ومستواه الأخير مع ناديه.
وسط أجواء حساسة تتطلب انسجاماً هجوميّاً سريعاً، بدا خيار الركراكي منطقياً بعد الأداء الملفت الذي قدمه الكعبي في ودية بنين بمدينة فاس، حيث سجّل هدفاً رائعاً بمقصية أثبتت قدرته على صناعة الفارق في لمسة واحدة. هذه اللقطة لم تكن مجرد جمال بصري، بل رسالة فنية مفادها أن الكعبي يمتلك الحضور الذهني والتوقيتي المطلوبين في اللحظات الحاسمة.
قرار الجهاز الفني لم يأتِ من فراغ؛ فالأرقام رفعت من أسهم الكعبي، إذ حافظ على وتيرة تهديفية جيدة في انطلاقة الموسم الحالي مع ناديه، مكمّلة لمسار مشهود كان قد سجّله في الموسمين السابقين. اعتماد المدرب على لاعب صاحب هذه المؤشرات يعكس رغبة في بناء جملة هجومية قابلة للتكرار والوجود داخل مربع العمليات.
المهاجم الذي كُرّم كثيراً من قبل الجماهير لا يواجه فقط اختباراً تكتيكياً، بل يُمنح أيضاً مسؤولية الربط بين الأجنحة وخط الوسط. وهذا ما أوضحه الركراكي عندما شدد على ضرورة “نسج التناغم” بين الكعبي وزملائه في قمم الأطراف ووسط الميدان، بغية تحويل الخط الأمامي إلى تهديد دائم بدل الاعتماد على حلول عابرة.
الجماهير المتابعة رحبت بشكل عام بهذا الحسم، لكونها تبحث عن استقرار في مركز المهاجم بعد فترة شهدت تناوب أسماء عديدة مثل سفيان رحيمي ويوسف النصيري. التثبيت قد يمنح اللاعبين فرصة لتطوير الكيمياء الهجومية بسرعة، خاصة إذا تم مراعاة التوازن بين التمرير القصير والعمليات الانطلاقية خلف المدافعين.
على الصعيد التكتيكي، من المتوقع أن يراهن الركراكي على أدوار محددة للكعبي تتضمن تحركات عمق، استقبال الكرات الطولية، والتحول السريع من الضغط العالي إلى إنهاء الهجمات. كما أن التمركز الذكي والقرارات داخل منطقة الجزاء ستكونان مفتاحًا لاستغلال إمكانياته التهديفية لصالح المنتخب.
في الختام، تمثّل خطوة تثبيت أيوب الكعبي خياراً عملياً يسعي به الركراكي إلى خلق وحدة هجومية واضحة قبل معارك حاسمة في تصفيات كأس الأمم. ومع اقتراب موعد المواجهات، يبقى الرهان على قدرة اللاعب وزملائه في تحويل الثقة التقنية إلى نتائج ملموسة على أرضية الميدان.