يعرف الميركاتو الكروي المغربي حالة من الفوضى والعشوائية، تعكس غياب رؤية استراتيجية لدى العديد من الأندية. فبدلًا من الاستثمار في التكوين ودمج الشباب، تتجه الفرق نحو صفقات باهظة لا تُحقق المردود المطلوب. في هذا المقال، نكشف أبرز الاختلالات التي تعاني منها سوق الانتقالات في المغرب، ونتناول أسباب فشل الميركاتو في تقديم قيمة مضافة لكرة القدم الوطنية.
صفقات باهظة للاعبين منتهي الصلاحية كرويًا
تعمد بعض الأندية المغربية إلى التوقيع مع لاعبين فقدوا مستواهم بسبب عامل السن أو الإصابات المزمنة. ورغم تراجع أدائهم، يتم التعاقد معهم بأرقام مالية كبيرة. هذه الظاهرة تدل على غياب التخطيط الفني والاكتفاء بـ”أسماء” تستهلك الميزانيات دون مردود يُذكر داخل الملعب.
استقطاب لاعبين كبار في السن والترويج الإعلامي لهم
لا يخلو أي موسم من صفقات للاعبين يفوق عمرهم 33 أو 34 عامًا، تُقدَّم على أنها “صفقات الموسم”. ويتم تضخيمها إعلاميًا على حساب واقعهم الفني. هذا النهج يُشتت التركيز عن الأولويات الحقيقية ويجعل الأندية رهينة للمجاملات والضغط الجماهيري بدل الرؤية الفنية الصافية.
إهمال واضح للمدارس الكروية
باستثناء أندية قليلة مثل أكاديمية محمد السادس والفتح الرباطي، فإن أغلب الفرق لا تستثمر في البنية التكوينية. تظل المدارس الكروية مهمشة، ويتم تجاهل الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه في تكوين لاعبين بمواصفات احترافية.
تهميش المواهب الشابة واستبعاد أبناء النادي
تفتقد معظم الفرق إلى سياسات واضحة لدمج الشباب في الفريق الأول. اللاعبون الذين يُتَخرَّجون من فرق الأمل يُقصَون من حسابات المدربين، رغم الإمكانيات الفنية التي يمتلكونها. يتم التضحية بهم من أجل لاعبين أجانب أو محليين بتكلفة أعلى وفعالية أقل.
عقود قصيرة الأمد: وصفة لعدم الاستقرار
أصبحت العقود قصيرة الأمد (6 أشهر أو سنة) قاعدة أكثر منها استثناء. هذا النوع من التعاقدات يُنتج فرقًا غير مستقرة، تفتقد للانسجام والتجانس، ويعكس ثقافة ترقيعية عوض بناء مشروع رياضي متكامل.
هل هناك أمل في تصحيح المسار؟
إن واقع الميركاتو الكروي المغربي يعكس أزمة في التخطيط والبناء الاستراتيجي داخل الأندية. المطلوب اليوم هو التحول من سياسة “النتائج السريعة” إلى استثمار طويل الأمد في التكوين والبنية التحتية، والقطع مع الصفقات العشوائية. الجماهير المغربية تستحق بطولات قوية قائمة على الجودة والكفاءة، وليس على الصفقات الإعلامية الفارغة.