لم تغره لا الجنسية السويسرية ولا الفرانك ولا الشوكولاطة.. ظل وفيا لشيء وحيد وهو الـ “OCS”، خمن من يكون هذا الشخص؟، دون تفكير عميق إنه السيد خالد الشاكنا، الملقب عند أبناء مدينة أسفي بـ “ولد لبلاد الأصيل” والوفي لفريقه الأم أولمبيك أسفي.
الباحث في السيرة الذاتية لهذا الرجل في محركات البحث لن يصل إلى أي شيء، لأنه ببساطة الرجل يتوارى عن أنظار الإعلام، فالرجل يطبق مقولة “الأفضل في العطاء أن يكون خفيا”.
كل الزقاق في مدينة آسفي تعلم أن رجلا اسمه خالد الشاكنا، تطوع لتزويد الفريق المسفيوي بأقمصة رياضية من النوع الممتاز، مر الأمر دون بهرجة ولا إشهار في وقت بات التوفر على حافلة تقام الدنيا وتقعد لها.
قد يرى الجهلة سامحهم الله أن تزويد فريق بأقمصة رياضية أمر سهل المنال، ولو كان سهلا لما رأينا ما عانته كبرى الأندية المغربية ماديا ومعنويا بغية الحصول على قميص رياضي.
تجندت بل أغرت أندية وطنية خالد الشاكنا لتسييرها، لكن الرجل كان يقابل ذلك بالرفض لأنه فطن على حب أولمبيك آسفي، الشاكنا الذي لعب يوما لأسفي والوداد وفرق أوروبية ظل وفيا لروح المدينة العريقة، رغم كيد الكائدين في زمن ما بمنعه حتى في الانخراط.
يعاب على الشاكنا أن لسانه ينطق بما يبوح به القلب، وهي خصلة فاضلة لكنها منبوذة عند أعداء النجاح، واصل الشاكنا وأصر على ألا ينخرط إلا في أولمبيك آسفي، فكانت الاستجابة من محمد الحيداوي الذي وافق دون تردد لأنه يعلم أنه وضع ثقته ويده في يد رجل، والرجال قليلة في هذا الزمن.
خالد الشاكنا، مصر على أن يجعل من آسفي قطبا كرويا بامتياز، إنه يريد فتح اكاديمية رياضية، بل يسعى عبر علاقاته الواسعة في أن يأتي بأكبر الفرق العالمية إلى مدينة آسفي.
الشاكنا في الأمس القريب جاء ببرشلونة إلى طنجة، وغدا قد يأتي بريال مدريد، فغدا ليس ببعيد عن خالد.
كرة القدم المغربية في حاجة ماسة إلى خالد الشاكنا، وأسفي بدورها مجبرة على أن تحتضن اسما نجح كلاعب ومسير ورجل أعمال للرقي بها في مصاف العالمية.