تيلي سبورت : محمد بوحتة
لطالما كانت كرة القدم لعبة الأخطاء والتفاصيل الصغيرة، لكن عندما يكون الخطأ قاتلًا ويحدث في اللحظات الأخيرة، فإن الجماهير لا ترحم، وهذا بالضبط ما حدث مع مدافع اتحاد طنجة، بدر كدارين، الذي وجد نفسه في قلب العاصفة بعد ارتكابه خطأ أدى إلى ضربة جزاء حاسمة في مواجهة الجيش الملكي، الأخطاء جزء من اللعبة، لكن وقعها يختلف عندما يكون الفريق في وضع حرج، ويسعى لتحقيق نتيجة إيجابية تعزز موقعه في سلم الترتيب.
الجماهير “الطنجاوية”، المعروفة بشغفها الكبير ودعمها اللامشروط لفريقها، لم تتقبل الخطأ الذي ارتكبه كدارين في الثواني الأخيرة من اللقاء، معتبرة أنه كان بالإمكان تفاديه بقليل من التركيز والحذر، فرغم الأداء الجيد الذي قدمه اتحاد طنجة طيلة أطوار المباراة، إلا أن خطأ بسيطًا في الوقت القاتل كان كافيًا لتغيير مسار اللقاء بالكامل، ومنح الجيش الملكي ثلاث نقاط ثمينة.
مثل هذه الأخطاء غالبًا ما تكون نقطة تحول في مسيرة اللاعبين، فإما أن تكون حافزًا لهم للتعلم والتطور، أو تصبح عبئًا نفسيًا يؤثر على مستواهم في المباريات القادمة، المدافع بدر كدارين يجد نفسه الآن أمام تحدٍّ كبير، حيث يتعين عليه استعادة ثقة الجماهير وإثبات جدارته بحمل قميص الفريق، خصوصًا أن اتحاد طنجة لا يملك رفاهية إهدار النقاط في هذه المرحلة الحساسة من الموسم.
ومن جهة أخرى، لا يمكن إلقاء اللوم كله على اللاعب، فالأخطاء الفردية تحدث حتى في أكبر الفرق وأقوى الدوريات العالمية، الأهم هو كيفية تعامل الجهاز الفني والإدارة مع هذه الوضعية، إذ من الضروري تقديم الدعم النفسي والمعنوي للاعبين، بدلًا من تحميلهم المسؤولية كاملة، خاصة عندما يكون الفريق ككل مطالبًا بتحسين نتائجه.
الدرس الذي يمكن استخلاصه من هذه الواقعة هو أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء أو المستويات بقدر ما تعترف بالتفاصيل الصغيرة والتركيز حتى آخر لحظة، واتحاد طنجة مطالب الآن بنسيان هذه المباراة، وتصحيح الأخطاء، والعمل بجد لضمان تحقيق نتائج إيجابية في الجولات المقبلة.
ويبقى الأهم هو كيفية تعامل اللاعب بدر كدارين مع هذا الضغط الجماهيري، فإما أن يعود أقوى ويثبت أنه جدير بتمثيل الفريق، أو يترك هذه الضغوط تؤثر عليه سلبًا، وهو الأمر الذي قد يكلف اتحاد طنجة المزيد من النقاط مستقبلاً.