تيلي سبورت : محمد بوحتة
يعتبر اختيار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” للخبير المغربي فتحي جمال، المحاضر المعروف بنجاحاته المتميزة في مجال التأطير الكروي، للإشراف على دورة تكوينية خاصة بالمدربين بموريتانيا، خطوة تعكس الثقة التي يوليها الكاف للمؤطرين المغاربة. فتحي جمال الذي يشتهر بتجربته الواسعة وكفاءته العالية، يعكس الصورة المشرفة للمدرب الوطني الذي استطاع أن يفرض نفسه على الساحة القارية والدولية، إذ يعد هذا التكليف تأكيداً على مكانة المغرب في مجال التكوين الرياضي، وحرص الاتحاد الإفريقي على الاستفادة من التجربة المغربية الغنية في تطوير كرة القدم على مستوى القارة.
إن المهمة التي أوكلت إلى فتحي جمال لم تقتصر على تأطير المدربين فحسب، بل كان له دور محوري في التحقق من صحة برنامج تكوين المدربين الموريتانيين الذي بدأ منذ سنة 2019، ما يجعل هذه الدورة التكوينية مميزة هو دمجها بين التكوين عبر الإنترنت والتكوين المباشر، وهو ما سمح للعديد من المدربين الموريتانيين بتطوير مهاراتهم وتقنياتهم في هذا المجال الحيوي، فاختيار “الكاف” لفتحي جمال ليس محض صدفة، بل هو نتيجة لمسيرة حافلة بالإسهامات القيمة في مجال التدريب والإشراف الفني.
ومن خلال هذه المبادرة، لا يسهم فتحي جمال فقط في رفع مستوى المدربين الموريتانيين، بل يساهم أيضاً في تعزيز العلاقات بين المغرب وموريتانيا في مجال كرة القدم، هذه العلاقة المتينة بين البلدين في المجال الرياضي تساهم في تعزيز التعاون المشترك، وتفتح آفاقاً جديدة للتبادل المعرفي والمهني بين مدربي البلدين، وهذا يشير إلى دور كرة القدم في توحيد القارة الإفريقية من خلال هذه المبادرات التي تدعم التأطير والتكوين في مختلف البلدان.
ومن جهة أخرى، يعتبر تعيين فتحي جمال على رأس اللجنة التقنية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، دليلاً آخر على فاعليته وأدائه العالي في مجال تأطير المدربين. فقد أظهر جمال قدرة فائقة على إدارة ورش عمل كبيرة، وتنظيم دورات تدريبية تهدف إلى رفع كفاءة المدربين المغاربة، ومن ثم تحسين مستوى اللعبة على الصعيد المحلي، وبهذا أصبح جمال أحد الأسماء اللامعة التي يراهن عليها في قيادة العملية التعليمية والتكوينية في كرة القدم الوطنية.
ويبقى فتحي جمال مثالاً حياً للإصرار والاحترافية في المجال الرياضي، إنه شخصية رياضية استطاعت أن تجمع بين الخبرة والقدرة على التأثير الإيجابي في محيطها، سواء في المغرب أو في القارة الإفريقية، ومن خلال الدور الذي يقوم به في موريتانيا، يظهر بشكل واضح أن الرياضة ليست فقط مجالاً لتحقيق النجاحات الرياضية، بل هي أيضاً وسيلة لتبادل المعرفة والتجارب التي تعود بالنفع على الجميع.
تجدر الإشارة إلى أن فتحي جمال لم يكن فقط اختياراً موفّقاً في هذا السياق، بل إنه يملك سجلاً حافلاً من الخبرة والتجربة، فكل من تابع مسيرته منذ بداياته، يدرك أنه أحد الأسماء التي استطاعت أن تترك بصمة واضحة في مجال التكوين الرياضي، سواء على الصعيد الوطني أو القاري.
هذا التأثير الإيجابي الذي يعكسه جمال في عمله يأتي نتيجة لإستراتيجية مدروسة تقوم على الابتكار والتنظيم الجيد، وهو ما جعله يتمتع بثقة واسعة من قبل مسؤولين في كرة القدم المغربية والإفريقية على حد سواء.