تيلي سبورت : محمد بوحتة
لطالما كان أنس الزنيتي واحدًا من أبرز الحراس في تاريخ نادي الرجاء الرياضي، حيث صنع لنفسه اسماً كبيراً بفضل تصدياته الحاسمة وأدواره القيادية داخل الميدان، غير أن انتقاله إلى نادي الوصل الإماراتي خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، لم يكن بالسلاسة التي توقعها البعض، حيث دشن ظهوره الأول مع الفريق باستقبال أربعة أهداف أمام النصر السعودي، في مباراة لم تمر مرور الكرام على الجماهير الإماراتية.
الانتقادات التي وجهت إلى الزنيتي لم تأتِ فقط بسبب عدد الأهداف التي تلقاها، ولكن أيضًا بسبب الأداء العام الذي ظهر به، حيث بدا غير قادر على مجاراة نسق المباراة في مواجهة خصم قوي بحجم النصر السعودي، هذه البداية المهزوزة جعلت جماهير الوصل توجه سهام النقد لإدارة الفريق، معتبرة أن التعاقد مع الزنيتي لم يكن في المستوى المطلوب، خاصة وأنه لن يكون متاحًا في الدوري الإماراتي، وفق القوانين التي تمنع مشاركة الحراس الأجانب.
قرار إدارة الوصل بالتعاقد مع حارس مخضرم مثل الزنيتي، رغم عدم قدرته على خوض منافسات الدوري المحلي، يطرح أكثر من علامة استفهام، فهل كانت الإدارة على دراية بهذا المعطى قبل التوقيع معه ؟ وهل كان التعاقد معه مبنيًا على رؤية رياضية واضحة، أم أنه جاء فقط كصفقة تسويقية دون دراسة عميقة لمردوده في دوري أبطال آسيا ؟.
بالعودة إلى مسيرة الزنيتي، فإن ما قدمه مع الرجاء الرياضي لا يمكن إنكاره، فقد كان من الركائز الأساسية التي ساهمت في تحقيق العديد من الألقاب، كما أنه كان دائماً من بين الحراس الذين يعتمد عليهم سواء على المستوى المحلي أو القاري، لكن الانتقال إلى بيئة جديدة بتحديات مختلفة، يحتاج إلى تكيف سريع، وهو ما لم يتحقق في مباراته الأولى.
في المقابل، قد يكون الحكم على تجربة الزنيتي مع الوصل مبكرًا، فمن الطبيعي أن يواجه أي لاعب صعوبات في بداية مشواره مع فريق جديد، خصوصًا في مباراة حاسمة كدوري أبطال آسيا. لكن المشكلة تكمن في أن الفرص التي سيحصل عليها لإثبات نفسه ستكون محدودة، ما قد يجعله مطالبًا بتقديم أداء قوي في كل مباراة يظهر فيها.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل ستكون تجربة الزنيتي مع الوصل مجرد محطة عابرة في مسيرته أم أنه سيتمكن من تجاوز هذه البداية الصعبة وإثبات أنه ما زال قادراً على التألق في المستويات العالية ؟.